* لندن - فن :
تركي الدخيل شخصية إعلامية معروفة تباينت حولها ردود الفعل حول ما يطرحه من مواضيع وحول من يقدمهم ببرنامجه التلفزيوني الإذاعي (إضاءات) فانقسم حوله المتابعون إلى فريقين أحدهما مؤيد والآخر مهاجم وبقوة...
تركي الدخيل عرفناه كاتباً صحفياً ومذيعاً في (بانوراما) ثم تطور الأمر عنده حتى أصبح يتابعه المشاهدون في قناة (العربية) عبر (إضاءات) وهو مسؤول عن موقع العربية الإلكتروني وله موقع خاص عبر الشبكة العنكبوتية تحت مسمى (جسر الثقافة).
تركي الدخيل يثير حوله مجموعة من الأسئلة التي لازمت متابعيه حاولنا اللقاء معه مراراً فقال إنه لا يحب الدفاع عن نفسه لمجرد الانقسام حوله ومنذ لهيب الصيف ونحن نحاول (اصطياده) وهذا ما كان لنا خلال اليومين الماضيين فكان هذا الحوار الذي أتحفنا به الزميل تركي الدخيل.
****
* ها أنت ياتركي تنتقل بإضاءاتك من الأثير الإذاعي إلى المُشاهدة تلفزيونياً... كم ربحت وكم خسرت ؟
- من الصعوبة أن أصدر كشفاً بحساب الأرباح والخسائر حالياً، فلا زالت تجربة التلفزيون حديثة لم تتجاوز حلقاتها العشرين حلقة. والحكم بالشيء فرع عن تصوره، وكمال التصور لا يأتي قبل استنفاذ التجربة مدى زمنياً مناسباً.
* هل تعتقد أنها كانت الخطوة المناسبة؟
- هل تظن أني لو لم أرها الأنسب كنت أقدم عليها؟!
عموماً لا زال البرنامج يقدم عبر الإذاعة، وبالتالي أضيف التلفزيون عبر (العربية)، لكن الإذاعة لم تلغه، ولا زالت (بانوراما) تبث البرنامج.
* يرى البعض أن إضاءات برنامج ٌ بلا هوية، أي أنه لا يلتزم بمنهجية محددة يسير عليها ويمكن تصنيفه من خلالها، تارة سياسياً وتارة ثقافيا وفكرياً وتارة لشخصيات لايمكن تصنيفها ضمن إطار معين. هل هو كذلك بالفعل.. هل هو برنامجٌ بلاهوية؟
- جزء من مشكلتنا في العالم العربي هذه الهوية التي نفني أعمارنا بحثاً عنها، وقليلٌ من يجدها. بالنسبة لإضاءات يا عزيزي فالبرنامج يحاول أن يلقي الضوء على القضية مثار الاهتمام، من خلال ضيف أو أكثر، من خلال شخصية الضيف التي تكون أحياناً هي محور الموضوع فيما يكون المحور في أحيان أخرى هو ذات القضية. هذا كان في الاذاعة. في التلفزيون تحول البرنامج إلى حوار ثنائي بين الضيف والمحاور، لكن الفكرة تختلف من حلقة إلى أخرى، فأحياناً يكون الضيف هو القضية وأحياناً تكون قضية واحدة يضطلع بها الضيف هي محور البحث والحوار، كما حدث في ملف البطالة والعمل مع وزير العمل الدكتور غازي القصيبي.
* هل تتفق مع البعض الذين يصفون برنامجك أنه جاء بالبراشوت من الأعلى.. بحكم علاقتك بمدير القناة السيد عبدالرحمن الراشد؟ أم أن برنامجك كان مبرمجا من فترة سابقة؟
- الفكرة ليست هل جاء البرنامج بالبراشوت من أعلى أم بشيء آخر من الأدني، بل هل يستحق البرنامج أن يكون على الشاشة أم لا؟
وهذا لا يجب أن أجيب عليه أنا بل المشاهدون للقناة والقراء عندكم.
فكرة انتقال البرنامج إلى التلفزيون قديمة، قبل انتقال السيد الراشد ليكون مديراً للقناة، دون أن أنفي دوره الإيجابي في ظهور البرنامج.
إلا إن كنت تقصد أن المقابلة التي أجريتها مع الاستاذ الراشد عبر الإذاعة كانت سبباً في أن يهتم عبدالرحمن الراشد بالبرنامج من باب رد الجميل لأني استضفته في برنامجي عبر الإذاعة.
فجواب ذلك يكون عند السيد الراشد نفسه.
* يتهمك البعض بأنك تنحاز إلى تيار فكري معين على حساب التيارات الأخرى وتبدى ذلك واضحا في سلسلة حلقات (إضاءات) عندما كان إذاعياً... كيف تعلق على هذا النقد أو هذه التهمة؟
- أرى كل التيارات تتهمني بأني أميل من خلال حواراتي إلى منافسيها. حدث ذلك من خلال جمهور هذه التيارات بعد مقابلات عبدالرحمن الراشد، وعايض القرني، ومحمد الحضيف، وتركي الحمد، ومحمد العوضي، وأحمد الربعي، وعادل المعاودة، ومنصور النقيدان، وأحمد الكبيسي، وعثمان العمير، وكل قائمة الضيوف بصراحة.
أعتقد أن هذا رغم كونه هجوماً متواصلاً من الأطراف المتباينة إلا أنه يجعلني أطمئن إلى محاولاتي المستمرة للإنصاف.
* تواجه منذ بداية ظهور برنامجك إذاعياً - وفضائياً هجمة إليكترونية شرسة... البعض يحور مسماه إلى (ظلمات) والبعض يسميه (سخافات). مالذي تعنيه بالنسبة لك كل هذه الآراء؟
- هل تصدقني عندما أقول لك أني أحترم كل هذه الآراء. أقدرها. وأعتقد أن أصحابها مهتمون بي وبالتالي يجب على مثلي أن أقدر المهتمين بي وببرنامجي. هناك برامج بالعشرات في وسائل الإعلام العربية ومع ذلك لا تجد كل هذا الاهتمام ولو في الاتجاه السلبي، وهذا يعني أن أحداً لا يهتم بها كما يجب. لا بد أن أشير إلى أن هناك نقداً لا يرتقي لمستوى النقد، لكن هذا طبيعي، وبالتالي واجبي أن أروض نفسي لسماع وقراءة هذه الآراء، وقد فعلت، وهأنذا أحاول أن أستفيد ما استطعت من النقد والانتقاد، دون أن يسهم السلبي منه في تسربل الإحباط إلى داخلي.
* هل تقلقك؟
- على العكس تماماً، وكما قلت لك قبل قليل، هذا تفاعل وتسجيل للمتابعة. في المقابل لا يمكن أن تقدم حوارات فكرية، وتطالب ألا تكون جزءاً من السجال الفكري بما فيه من تراشق وسباب أحياناً. يبدو هذا طلباً غير منطقي، وأحاول أن أكون منطقياً ما استطعت.
* لم تقتصرُ الإضاءات على ضيوفها، لم لا يستقبل تركي مداخلات وآراء متصلين، أتخشى على ضيفك، أم تخشى على نفسك، أم كليهما؟
- أخشى على المشاهد والمستمع. كنت أتلقى الاتصالات عندما كان البرنامج على الإذاعة فقط، لكني وجدت أن الوقت لا يسمح بالاتصالات وبخاصة وأن مشاركات الناس أحياناً تعبث بالخط البياني للحوار، فآثرت التوقف عن ذلك.
|