وصفوك وصف مكابر مغرور
ما هكذا وصف الجوار الحور
صاغوك من وشي الزهور فقلت: لا
بل إنها وجمالها.. من نور
وتوهموا في أن تحيط عقولهم
في كنهك المطوي والمنشور
فأجبتهم: ما أنت إلا نغمة
سكبت يد الأشواق فيك شعوري
(ما أنت إلا شعلة في خاطري
وملاك شعر ساكن بضميري!)
فإذا طربت فأنت شعري حينما
اشدو، وأنت اذا ظمئت غديري
أهفو إليك اذا تبسمت الربى
وبكى السماء بدمعة.. المنثور
وأتى الربيع بحسنه وجماله
متبسما عن بهجة وحبور
تلك الطبيعة أنت بعض جمالها
بل أنت سحر جمالها المسحور
فمع الطيور الصادحات ترنمي
وعلى زهور في الخمائل طيري
وتلبسي في كل روض ناضر
يزهو ويرقص للرياح المور
حتى اذا سألوني عنك أجبتهم:
هي لم تكن لأكلة وخدور
وتفرقت بين الحدائق والربى
ومع النسيم مضمخا بعطور
ومع المياه (الجاريات) تمر في
شجر النقى بترفق وفتور
(وبكل شيء في الحياة محبب
وبكل شيء في الحياة نضير)
(فاذا التفت فأنت أقرب من يدي
وإذا مشيت فأنت حذو مسيري)
واقبل الورد الندي أرى به
أثراً لذاتك من ندى وعبير
وسأستلذ السهد من أجل الهوى
أرعاك بين كواكب الديجور
وسأستشفك في جمال طبيعتي
حتى أبيت براحة وسرور
(أنت الجمال وما سواك فإنه
كالنجم لكن في سماء بدور)