Saturday 25th September,200411685العددالسبت 11 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

في عمليات شد البطن..الجلد الزائد في خبر كان!! في عمليات شد البطن..الجلد الزائد في خبر كان!!

جراحة شد البطن أو ما تسمى بال Abdominoplasty هي عبارة عن جراحة يتم خلالها إزالة الزائد من الجلد، وكذلك الشحم التي قد تنتج عن الحمل والولادة أو زيادة في الوزن أو التقدم في العمر.
ويتم كذلك معالجة الفتق الذي قد يكون في جدار البطن وشد العضلات المترهلة.. هذه العمليات ليس حصرا على النساء إذ إن الرجال يلجأون لمثلها للتخلص من شكل البطن البارز، وما عاد التعامل مع هذه العملية على أنها ترف يمكن تجاهله خاصة أن وجود هذا الترهل قد يتسبب في مضايقات كثيرة منها نفسية، ومنها اجتماعية حيث يكون الشخص عرضة لملاحظات الآخرين وكذلك جسديا حيث يشكل هذا الجلد والشحم الزائد معضلة عند الحركة، وعند ختيار الملابس، وكذلك الأنشطة التى يزاولها الشخص، وتتعرض المناطق التناسلية للكثير من الالتهابات نتيجة للترهل الزائد في الجلد الذي يعلو تلك المنطقة ويجعل الاهتمام بنظافتها أمرا صعبا خاصة في الأجواء الحارة التي يعرق فيها الإنسان، هذا بالإضافة للصعوبة التي يواجهها الشخص الذي تبرز بطنه بشكل كبير من الانحناء بحرية أو تناول الأشياء من على الأرض أو حتى ارتداء الجوارب وربط خيوط الأحذية.
*****
هذه المنغصات لا يشعر بمدى إزعاجها إلا من يضطر تحملها من الذين يعانون من هذا البروز في البطن.
نفسيا قد يشعر الشخص بأنه أقل جمالا وجاذبية بسبب هذا الزائد من الشحوم والجلد وتهتز ثقته بشكله مما ينتج عنه نوع من الضغط النفسي، ومن الضروري قبل اللجوء لمثل هذه العملية الإلمام بكل إيجابياتها وسلبياتها حتى تكون النتيجة مرضية للشخص وللجراح في نفس الوقت.
*كيف يحدد الشخص إن كان مؤهلا لجراحة هامة كهذه؟
- صحة الإنسان وخلوه من أمراض أخرى خطيرة أو تهدد سلامته هي من أهم العوامل التي تحدد أهلية هذا الشخص للخضوع للعملية.. أيضا على الشخص أن يتعامل بواقعية مع مشكلته ولا يتخيل أن يخرج من العملية بتوقعات خيالية يصعب على أي جراح تحقيقها في الواقع، وعلى هذا فعلى من يلجأ لهذا النوع من العمليات أن يتحدث بصراحة مع الجراح الذي سيجري العملية ويصارحه بتوقعاته ويطرح عليه تساؤلاته، وهكذا يتم التفاهم بينهما على ماهو ممكن وماهو غير واقعي.
ولايضر في هذه الحالة الاستشهاد برأي جراح آخر حتى يطمئن الشخص إلى كونه يحصل على أفضل ماهو ممكن في هذا المجال، ولاشك بأن حالة الشخص النفسية والعقلية من الأمور التي يتم التأكد منها قبل العملية حيث إنها تحتاج لمقدار من الصبر والتحمل وقدرة على التعامل بحكمة مع فترة الشفاء والنقاهة الضرورية لإكمال نجاح العملية.
يحرص الجراح على أن يترك المريض المدخن هذه العادة السيئة أسبوعين على الاقل قبل وبعد العملية حتى لا تحدث أي مضاعفات نتيجة التدخين وتؤثر على نجاح العملية.
من الناحية الجسمانية فالشخص الأمثل لمثل هذه العملية هو من يحتفظ بخاصية المطاطية في الجلد وقدرته على العودة لشكله الطبيعي مشدودا بعد العملية، لكننا كبشر لسنا كاملين، فلو أن جلدنا يتمتع بخاصية العودة لطبيعته لما احتجنا أصلا لمثل هذه العمليات واستغنينا عنها، وعلى هذا فإن التعامل مع العملية ونتائجها بواقعية سيوفر علينا الكثير من المتاعب لاحقا عادة ماتلجأ النساء لعمليات شد البطن بعد عدة ولادات، وهذا ما ينصح به الجراحون إذ وقتها يكون الجلد والعضلات قد تعرضت للتمدد والترهل.
ويجب أن تتذكر المرأة أنها قد تعود للمعاناة من الترهل بعد العملية إن كانت ستحمل بالمزيد من الأطفال مستقبلا مثلا أو أنها ستتعرض لزيادة كبيرة في الوزن مرة أخرى، ولا ينصح الأطباء بإجراء أكثر من عمليتي شد للبطن للشخص الواحد، وعليه يجب على الإنسان أن يفكر مليا قبل اللجوء لهذه العمليات.
وينصح الأطباء الأشخاص الذين يسيرون على نظام غذائى معين رغبة في فقدان الوزن الزائد الانتظار حتى الوصول للوزن المناسب قبل إجراء العملية. فليس من المنطقي التكلف بعملية لشد البطن الذي قد يعود للتمدد ولوجود زائد في الجلد بعد نقصان الوزن لاحقا.
كما ينصح أصحاب البدانة المفرطة بعمليات تصغير المعدة أو تحزيمها لفقدان الوزن الزائد الذي قد يزيد عن 70 كيلو أحيانا قبل اللجوء لعملية شد البطن. هذا النوع من العمليات لا يخلو من الندبات التي يتدخل في مدى وضوحها مقدار الجلد والشحم المزال، وكذلك قدرة الجسم نفسه على الشفاء بدون ندبات بارزة.
وينصح الجراحون مرضاهم باللجوء لتقنيات التخلص من الندبات عن طريق الليزر الذي يجعل مكان العملية يبدو وكأنه ليس أكثر من خط أفقي واضح لكن يمكن إخفاؤه بالملابس الداخلية بسهولة فلا يكون ملاحظا.
وقد يكون من الأفضل التحدث مع الجراح عن أفضل طرق الجراحة التي يمكنك الاستفادة منها تبعا لمساحة الجلد ومقدار الشحم الذي سيتم التخلص منها. الجراح وحده يمكن أن يحدد الإجراء الأمثل للحالة الذي يعطي أفضل النتائج.
* ما الذي يمكن توقعه من تعقيدات نتيجة الجراحة؟
وعلى الرغم من أن هذا النوع من الجراحة أقل توسعا من الجراحة الا انه يتضمن فترة كأي نوع آخر من العمليات لا تخلو عمليات شد البطن من تعقيدات هي في الحقيقة جزء متوقع بعد العملية.
تتم العملية تحت تأثير البنج الكامل في المستشفى حيث يبقى المريض من 6 إلى 7 أيام.. يتم توصيل أنابيب خاصة لمكان العملية للتخلص من السوائل الزائدة وتترك حتى يتم التأكد تماما من جفاف المنطقة حتى لا يحدث أي نوع من الالتهابات نتيجة تجمع السوائل في الجرح.
بعد خروج المريض من المستشفى سيعاني من بعض عدم الراحة وبعض التورم، وهذا متوقع نتيجة العملية، وقد يوصف له المسكن إن كان هناك أي ألم يعاني منه ولفترة عادة محدودة ،ويعود المريض لممارسة حياته بشكل طبيعي بعد 4 أسابيع تقريبا من العملية مع الحرص على مزاولة رياضة المشي فقط في الأشهر الثلاثة الأولى بعد العملية.
ينصح المريض بعدم حمل أي شيء ثقيل لمدة تمتد لـ 3 اشهر بعد العملية وينصح البعض بارتداء مشد للبطن لمدة معينة، كما ينصح المريض بعدم الجلوس والنوم لفترات طويلة حيث يستفيد الجرح من الحركة ويسرع في الالتئام، وينصح بمراجعة الجراح عند ملاحظة أي احمرار في منطقة العملية أو تورم غريب أو تكون نوع من الصديد والإفرازات الغريبة التي تدل على وجود التهاب، لابد من التعامل معه بسرعة وفاعلية، في بعض الحالات الشديدة سيكون من الصعب إعادة السرة لمكانها الأول ويضطر الجراح لبناء سرة جديدة للمريض وهذه عادة تنتج عن زيادة مساحة الجلد المراد التخلص منه مما يلغي السرة الأصلية.
هناك مقدار من التنميل الذي يختفي تدريجيا وعلى مدى الشهور الستة التي تلي العملية، ولايجب على المريض التخوف منه عند اللجوء لعملية شد البطن والعضلات على المريض البحث عن جراح يستطيع التعامل مع حالته بواقعية ولا يعطيه تصورات غير حقيقية عن نتيجة العملية ومقدار الجهد الذي سيبذل فيها.
ويجب أن يعي أن الجراح سيلجأ لنوع معين من الجراحة التي يحددها مدى حاجة المريض لها نسبة لمساحة الجلد المترهل ومطاطية الجلد وترهل العضلات ووجود شحوم لابد من شفطها، وكذلك وجود فتق في جدار البطن من عدمه.
هذه الحالات التي قد تكون بسيطة أومتوسطة اوشديدة سيشخصها الجراح وبناء عليه يحدد نوع الإجراء الذي يتناسب معها، لعل من المناسب هنا التأكيد على اللجوء لهذه العمليات بدون توقعات خيالية وغير واقعية حتى يتسنى للمريض لاحقا الإحساس بصواب قراره، وعلى المريض قبل العملية أن يتأكد من أنه يلجأ لهذه العملية لإرضاء نفسه قبل الآخرين حتى لا يشعر بالإحباط لاحقا.

د.فؤاد هاشم
استشاري الجراحة التجميلية والترميمية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved