Saturday 25th September,200411685العددالسبت 11 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

الحقيقة الحقيقة
أكذوبة أعضاء الشرف
سعود عبدالعزيز

طوال تصريحاته المثيرة التي كان يطلقها ويتسابق القارىء والمشاهد الرياضي على متابعتها كان الأمير الوالد عبدالرحمن بن سعود -غفر الله له- يقول إن
أنديتنا الكبيرة -ويقصد (الاتحاد، الأهلي، الشباب، النصر، الهلال، الاتفاق)- لا تحصل على الدعم المادي المطلوب من كافة أعضاء الشرف، وان معظمهم دعمهم يتوقف، ولا نشاهدهم إلا عبر وسائل الإعلام، واستثنى الراحل الكبير عددا محدودا من الأعضاء الذين يقفون مع الاندية.. هذه الأقوال التاريخية، التي كان دائما يرددها رياضي بحجم فقيدنا الغالي امضى قرابة نصف القرن بين دهاليز الأندية، تذكرتها جيدا وأنا أتابع الوضع المالي المتردي للأندية المسماة بالكبيرة، فهذا النصر الذي يملك كل الأدوات ليكون مؤسسة ربحية إيراداتها تفوق مصروفاتها بسبب القاعدة الجماهيرية التي لديه وعدد اعضاء الشرف المسجلين في قائمته، نجده هذه الأيام عاجزا عن إيجاد علاج للمشاكل التي يعاني منها، ومن أبرزها صرف المرتبات في وقتها للمدربين واللاعبين والأجهزة الإدارية والفنية والعاملين، والسبب يعود إلى الاتكالية من قبل محبيه الكُثُر الذين يكتفون بترديد مطالبهم بالمسارعة بجلب لاعبين أجانب مؤثرين وضم عناصر محلية دولية، من دون أن يشاركوا في تقديم الدعم المالي، لذلك (فلو) حرص كل محب على تقديم مبلغ (100) ريال في حساب النصر الموحد لتوافرت السيولة النقدية وعولجت كل المشاكل التي تعترض مسيرة الفريق، والتي بدأت تظهر بالأفق، وقد تجبر الإدارة للجوء لقرارات مؤلمة لكنها ضرورية في سبيل المحافظة على المكتسبات التي تحققت مؤخراً!!
وما قيل عن النصر ينسجم تماما على الهلال عندما ترك أعضاء شرفه ومحبوه الذين تركوا الأمير الخلوق محمد بن فيصل وحيداً يواجه الصعوبات التي يعاني منها الهلال، الذي يعيش مرحلة انتقالية صعبة وخطيرة من عمره الرياضي.. سموه والذي لم يمضِ على تولي منصبه أكثر من ثلاثة أشهر قدم مبالغ وصلت إلى (15) مليون ريال لتصحيح الأوضاع الفنية للفريق، من دون أن يجد مساندة ودعما من جماهير الهلال وأعضاء شرفه الذين اكتفوا بالفرجة على ناديهم العملاق وهو يتلقى الهزائم من فرق صاعدة كان في الماضي القريب وليس البعيد يكتسحها بالخمسة والستة.
كما يقال عن جماهير النصر ينطبق على مجلس الهلال الذين نجدهم يتجمعون ليلياً في مجالسهم الخاصة ويقضون الساعات الطوال في الحديث عن الزعيم والعالمي، وكل يطرح مقترحاته (السمجة) و(البليدة) والمكررة وعندما تطلب دعمهم المادي البسيط الذي يساعد على علاج مشاكل النادي ويحقق طموحاتهم وآمالهم تجدهم يلتزمون الصمت، وكأن الطير على رؤوسهم!!
لينطبق عليهم المثل القائل (لا خيرهم ولا كفاية شرهم)!! مع أن مجالسهم الخاصة لم ينشئها إلى عشقهم للهلال والنصر، لكنه عشق ناقص بدون وقفة مادية بسيطة.. بل انني لن أكون مبالغا إذا قلت انهم لم يتعرفوا على بعضهم البعض وأن صداقتهم تنامت بسبب توافق الميول الكروي..!!
وفي الشباب قد يكون الوضع مختلفا نوعا ما بعد أن نجح إداريوه في التغلب على النقص المادي، بتسويق نجومهم على الأندية الكبيرة من دون أن يكون هناك خلل فني واضح على أداء الفريق، وما حصوله على لقب الدوري في العام الماضي إلا دليل واقع على حسن المنهجية الشبابية التي رسمها أمير الفكر الرياضي المعاصر خالد بن سعد وسار عليه محبو النادي من بعده.. لكن هذه السياسة من الصعوبة تطبيقها في فريق مثل النصر أو الهلال يعاني من ضغط جماهيري لايزال مؤمنا بالفكر القديم البالي الذي لا يتوافق مع أنظمة الاحتراف وضوابطه وقوانينه المتطورة التي تعتمد الحركة في عملية انتقالات اللاعبين!!
أما في الأهلي فإن القلعة تعتمد على الدعم السخي الذي تلقاه من الأمير خالد بن عبدالله، فساهمت وقفته البطولية في بقاء الأهلي في دائرة المنافسة وجعلته يواصل جموحه نحو تحقيق رغبات محبيه، رغم تخلي كل أبناء الأهلي عن دعم ناديهم، بل ان البعض للأسف الشديد مارس أساليب غير رياضية لزعزعة استقراره، لكن ماذا لو توقف دعم (أبو فيصل)؟ من المؤكد أن الأهلي سيتعرض لانهيار كامل، وهو ما يجب أن يدركه مشجعوه المتواجدون في كل مناطق المملكة للوقوف معه وعدم الاعتماد على أعضاء الشرف المتوقف دعمهم منذ سنوات.
وفي الاتحاد النادي الذي يسعى رئيسه المثير منصور البلوي لجعله جزءا من ثقافة مدينة جدة يتوجه إليه كل من رغب في زيارة عروس البحر الأحمر، فإنه أحسن حالاً من الأندية السابقة لتواجد (أبو ثامر) ومعه العضو الداعم اللذين طرحا عدة أفكار رائعة ومميزة وتجاوب معهما بعض محبي النادي لجلب الموارد المالية التي يحتاجها العميد، لكنها لم تصل إلى الدرجة التي يحلم بها البلوي قبل اعتزاله العمل الرياضي والتي يسعى بأن يصرف الاتحاد على نفسه من جراء الإيرادات التي ستصل إليه من خلال المشاريع التي نفذ البعض منها وهناك أفكار أخرى لم تنفذ بعد.
إن القائمة الشرفية لاندية الهلال، النصر، الشباب، الاتفاق، الأهلي، والاتحاد تضم أكثر من (2000) عضو لكن دعم (97%) من هذا العدد الضخم متوقف منذ سنوات طويلة، ولهذا على جماهير هذه الاندية الاقتناع بهذا الواقع المرير وتعود إلى انديتها وتدعمها كل حسب إمكانياته إذا أرادوا لفرقهم التطور والتقدم.. إما إذا ما استمروا على مواقفهم السلبية الحالية فمن المؤكد أنهم لا يملكون الحق بالمطالبة بتحقيق رغباتهم في ظل غياب المادة فهي عصب الحياة وبدونها لن تتقدم المسيرة إلى الامام ولا حتى خطوة واحدة.
فهل تترك جماهير الأندية الاتكالية والتنظير في المجالس وتتجه إلى الحسابات الموحدة لانديتها وتدعمها لتساهم في إيجاد العلاج المناسب وفك الضائقة المالية الخانقة التي تعاني منها كل أنديتنا؟ جواب هذا السؤال المهم والحاسم عند جماهيرنا الغالية، وليس عند أحد غيرها..!!
تكفون.. عجلوا علينا بالحكم الأجنبي
تابعنا ردود الفعل لإداريي أندية الهلال، الوحدة، الطائي، والذين اتفقوا على أن فرقهم تعرضت لظلم تحكيمي من أسياد الملاعب، ومن المؤكد أنهم عانوا من الأخطاء التحكيمية في مبارياتهم، وفي لقاء النصر والرياض الذي كسبه الأخير بثلاثة أهداف كان الحكم الشهري في الشوط الأول مقبولا نوعاً ما لعدم وجود لقطات حاسمة تختبر قدرته على اتخاذ القرار الجريء والسليم، وفي الشوط الثاني الذي كان أكثر إثارة من سابقه شهدت المباراة أحداثا مثيرة تحتاج إلى حكم واثق قادر على اتخاذ القرار المناسب، لكنه فشل فشلاً ذريعاً وسجل إخفاقاً منقطع النظير عندما رفض منح علي يزيد ضربة جزاء صريحة بعد أن تعرض للإعاقة من المدافع العماني عايل، ثم أعيق بعدها يزيد من يحيى سويد وأمام أنظار الحكم ومساعده، اللذين اكتفيا بمشاهدة اللقطات من دون اتخاذ قرار وإعطاء النصر حقه المشروع، لتساهم هذه الأخطاء من الحكم الشهري ومساعده الثاني في انتقال الأفضلية لنادي الرياض الذي استفاد لاعبوه من تواضع أداء الحكم ليتمكنوا من إحراز هدفين سريعين، منحتهم الفوز بثلاثة أهداف، وهم يستحقون الانتصار ولا ذنب لهم إذا كان الحكم المتواضع ومساعده ساهما فيه، فالفريق الذكي الذي يستفيد من أخطاء الآخرين.
إن مباريات الأسبوع الخامس شهدت مهازل تحكيمية لا يمكن السكوت عليها، وأكدت بالدليل القاطع أن الحكم المحلي لا يمكن استمرار تواجده لقيادة المباريات صغيرها وكبيرها، وبات الأمر يتطلب تدخلاً مباشراً من اصحاب القرار للاستعانة بالحكم الاجنبي الذي سجلت تجربته في مباريات المربع الذهبي واللقاءات الختامية نجاحاً واسعاً، أما اصحابنا وإخواننا المنخرطون في سلك التحكيم فإن النصيحة التي يجب أن تقال لهم (استريحوا وأريحوا الأندية وجماهيرها من اجتهاداتكم الخاطئة).
القضية المهملة
سيطرت الحالة الصحية للبرازيلي ديمبا، وانتقال خالد قهوجي، وإبراهيم السويد من الأهلي للاتحاد على حديث الشارع الكروي والإعلام الرياضي، وبات كل شخص يدلو بدلوه، حتى بات الحديث عنهما عملا غير مقبول، بعد أن عجزت لجنة الاحتراف عن تفسير موادها. والضجة الإعلامية المفتعلة في موضوع ديمبا والسويد والقهوجي أمر متوقع لأن الاتحاد النادي الكبير ماديا وجماهيريا ومعه شقيقه الأهلي طرفان في القضية.
وفي الجانب الآخر هناك قضية (مغيّبة) تماماً وهي قضية انضمام إبراهيم المفرج الذي انتقل من الرياض للهلال قبل أكثر من شهرين تقريباً.
فقد دعت إدارة الهلال رجال الإعلام والصحافة من مراسلين ومصورين لحضور مراسم انتقال المفرج وانضمامه للأزرق في خطوة مفاجئة، وتم التوقيع على استمارة الاحتراف، وبعدها استلم اللاعب مستحقاته المالية بحضور والده ودخل في التدريبات اللياقية وسافر مع الهلال لمعسكر أبها، لكنه انقطع لظروف صحية، والرياض لم يستلم حقوقه المادية التي كفلها له قانون وانظمة الاحتراف المحلي والدولي.
إن الصمت الرهيب الذي تمارسه لجنة الاحتراف والإعلام الرياضي في عدم إلزام الهلال بدفع مستحقات نادي الرياض أمر غير مقبول، فإذا كان الهدف من ذلك تغييب الحقيقة وممارسة اللف والدوران على الأنظمة بعد أن تأكد أن اللاعب لن يعود للملاعب الكروية، فإن في ذلك إهدارا لحق الرياض النادي العريق والكبير الذي يجب التعامل معه بصورة حضارية وإعطائه كامل حقوقه المادية التي كفلها له النظام.
* إن القرار المتوقع صدوره بالسماح للمفرج للعودة لناديه من دون أن يترتب على الهلال أعباء مالية، سيلحق الضرر بالرياض؛ لأن اللاعب لم يعد له مكان فيه، ثم انه من المؤكد أن رغبته في الاستمرار في فريقه السابق قلت إلى حد بعيد.
ولهذا فإن على لجنة الاحتراف أن تمارس صلاحيتها وأن تنصف نادي الرياض وتعيد له اعتباره المادي والأدبي.. فهل تفعل اللجنة الموقرة ذلك؟ هذا هو المأمول والمرجو!!
محطات ساخنة
** إذا أراد رئيس الهلال عودة فريقه إلى أجواء المنافسة عليه الاستعانة بالأمير نواف بن محمد وإسناد مهمة الاشراف على الفريق له.. فأبو محمد يملك من الخبرة الشيء الكثير وسيفيد الهلال في حالة تواجده معه.
** غداً لقاء المتعة والإثارة بين الاتحاد والأهلي.. التوقعات تشير إلى تعادل إيجابي بين العملاقين.
** الأندية الإماراتية تواجدت بكثرة في الدور ربع النهائي من دوري الابطال الآسيوية لكنها خرجت بعد أن تلقت هزائم تاريخية.
** اندفاع إدارة الهلال في شراء عقود اللاعبين المحليين بملايين الريالات سيفتح بابا واسعا عليها يصعب إغلاقه.. فالدوخي والشلهوب سيطالبان بمقدمات عقود ضخمة أسوة باللاعبين المنضمين للفريق.
** النصيحة التي يمكن أن توجه لسامي الجابر في الوقت الراهن هي مصارحته بإنه لم يعد قادراً على العطاء كما كان في السابق، ولذا عليه الاعتزال للمحافظة على تاريخه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved