هل هنالك سلاح أقوى من سلاح الإِيمان بالله سبحانه وتعالى؟ الإجابة معلومة عند جميع من يعرفون معنى (سلاح الإيمان بالله).
في أكثر من لقاء إعلامي تكرَّرت مرَّات عديدة الإشارة إلى سلاح الإيمان بالله على لسان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز -وفقه الله للخير دائماً-، وذلك حينما يُسأل عن القضايا العالمية الساخنة، وعن الأحداث الإرهابية الدامية التي وقعت في بلاد الأمن والخير والعطاء، بلاد الحرمين، المملكة العربية السعودية، يكرِّر الحديث عن أهمية سلاح الإيمان في مواجهة الأحداث المؤلمة، والمصائب التي تحلّ بالبشر، ويعيد التذكير بهذا السلاح مرةً بعد أخرى، داعياً إلى وجوب استخدامه في الحياة الخاصة والعامة لأنَّ فيه راحة للنفوس، وقوَّة لها في مواجهة الآلام التي تسبِّبها الأحداث المؤلمة على المستوى الشخصي والجماعي، فالإيمان بالله يرفع من درجة اليقين، ويحقِّق الاطمئنان، ويقوِّي الصبر على الشدائد، ويفتح آفاق الذهن البشري نحو التفكير السليم الهادئ في المواجهة والمعالجة على هدىً وبصيرة، بعيداً عن ردود الأفعال السريعة المتهوِّرة التي تزيد من حجم المشكلات -غالباً- ولا تعالجها.
ولهذا الحديث المستمر عن سلاح الإيمان من مسؤول كبير في دولةٍ إسلامية كبيرة أثره الفعَّال في ربط الناس جميعاً بربهم عزَّ وجلَّ، القادر على كل شيء, الذي أحاط بكل شيء علماً، والذي يقول للشيء (كن فيكون)، وهل هنالك قوَّة بشرية -مهما بلغت من التطوُّر- يمكن أن تواجه قوَّة الحيَّ الذي لا يموت؟
انَّ الأحداث التي تحيط بالأمة الإسلامية كبيرة، وخطط أعداء الحق والخير والإنسانية والعدل في هذا العصر خطيرة، وإنَّ الأحداث التي تحيط بالمملكة العربية السعودية -بصفة خاصة- كبيرة كذلك، تتناسب مع مكانة المملكة في العالم من حيث كونها الدولة الإسلامية الكبرى التي ترتبط بها قلوب المسلمين في أنحاء العالم، وكونها دولة نفطية مهمة؛ لها كيانها المستقل، ولها حالتها المتميزة في الحكم القائمة على الإعلان الواضح عن تطبيق شرع الله عز وجل، ورفع راية التوحيد، والعقيدة الإسلامية الصافية التي يستظلّ يظلِّها المسلمون جميعاً، ولها خصوصيتها بوجود الحرم المكي الشريف وقبلة المسلمين التي يتجهون إليها من كل مكان، ووجود مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهما مسجدان مرتبطان دينياً وروحياً بالمسجد الأقصى السليب، ولها وضعها الأمني المتميِّز القائم على الوحدة القوية، والتلاحم بين قبائلها وأفراد شعبها.
وهذه الأحداث الضخمة التي ترتبط بكيد أعداء الإسلام والمسلمين من متطرِّفي ومتعصِّبي اليهود والنصارى ومن جانب وبتهوُّر متطرّفي المسلمين من جانبٍ آخر تحتاج إلى قوةٍ منا جميعاً بالله عز وجل قبل كل شيء, ولعلَّ هذا الجانب هو الذي يجعل سمو الأمير سلطان يكرِّر في مناسبات متعدّدة الحديث عن أهمية سلاح الإيمان بالله عز وجل في مواجهة الأحداث الداخلية والخارجية.
إن الإيمان قول وعمل، ولا شك أننا جميعاً مطالبون بالوقوف صفاً واحداً يحمل سلاح الإيمان بالله عز وجل لمواجهة كل دعوى مضلِّة، أو فكرٍ منحرفٍ، أو مجموعة مخرِّبة، لا تبالي بما ترتكب من جرائم الهدم والقتل والترويع في بلادنا الآمنة المطمئنة.
وإن رجال الأمن جميعاً بكل فئاتهم سواءٌ في وزارة الداخلية أو الدفاع أو الحرس الوطني، الذين يقفون في مواجهة عمليات التخريب والإرهاب وقفاتٍ جليلة فيها تضحية بالنفس والراحة نشاهدها جميعاً، إن هؤلاء الرجال أولى الناس بحمل سلاح الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ورفعه في وجوه أهل الباطل سلاحاً قوياً مؤثراً، قبل الأسلحة المادية، وهذا ما نلمسه -بحمد الله- فيما جرى ويجري من أحداثٍ دامية، نسأل الله عز وجل أن يكشف غُمَّتها عن بلادنا، وبلاد المسلمين عامة، حيث رأينا رجال الأمن يستشعرون عظم الأمانة والمسؤولية في هذه الأوقات الملتهبة - وفقهم الله وسدَّدهم -.
إن حديث سلطان بن عبد العزيز عن سلاح الإيمان حديث ذو دلالاتٍ مهمة لا يجوز لكل مواطن في هذه البلاد أن يغفل عنها، وعن ارتباطها بشريعة الإسلام السمحة، ومبادئه الراسخة، وشموليته المستوعبة.
إشارة
كنْ مع الله وامضِ في كل دربٍ
فيه عونُنا ومنه الرَّجاءُ |
|