Saturday 25th September,200411685العددالسبت 11 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

مستعجل مستعجل
هل الحل.. في اللّطمة أم الكمام؟
عبد الرحمن بن سعد السماري

** هل هناك مسلم يجهل حرمة ومكانة المسجد؟
** هل هناك مسلم لم يسمع النصوص الشرعية الواردة في مكانة المسجد ووجوب احترامها؟
** هل هناك مسلم لم يقرأ قوله تعالى: {خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (31) سورة الأعراف. وخذوا (أمر) ولست بشرعيّ حتى أسمح لنفسي بشرح الآية.
** هناك بعض أناس عندما يهمّ بالذهاب للمسجد يتنظف ويتغسّل ويتجمَّل ويلبس أفضل وأحسن ملابسه.. ويتعطر بأحسن العطور لديه.. ويتجه إلى المسجد.. فإذا جلس جنبك أو حولك.. فإذا برائحة العطور والبخور تتصاعد منه.. وعكس ذلك.. عندما يهمّ بعضهم بالذهاب إلى المسجد.. فإنه لا يُغير قميص النوم ولا ملابسه الأخرى.. ولا يتنظف ولا يتعطر.. بل تشمّ رائحته الكريهة من مسافة.. حتى إذا جلس جنبك أو حولك.. يكاد يُغمى عليك من رائحته الكريهة.. ومع ذلك.. لا يتأدب ولا يتعلم ولا يثوب إلى رشده.. وكأن النصوص الشرعية لا تهمه.
** لا شك.. أن من يحضر إلى صلاة الجماعة ويهتمّ بها.. يستحق التقدير وله مكانة عظيمة في نفوسنا ونحبه لله.. ولكن.. عليه أن يستشعر أهمية وقيمة ومكانة المسجد.. وأهمية وقيمة ومكانة هذا الركن العظيم.. وأن الذهاب للمسجد.. ولأداء هذا الركن العظيم.. ليس كالذهاب للخباز أو للبقالة أو للفوال أو للمطعم.. أو (لمجلبة) التمر أو العلف أو للقصاب.
** المسجد.. له مكانته.. وقد وردت نصوص واضحة لا لبس فيها.. وليس لها سوى معنى واحد.. وكلها تؤكد مكانة المسجد.. وأهمية أن تراعى للمسجد تلك المكانة.
** وهناك من لا يكتفي بثوب النوم والملابس الداخلية.. بل يضيف إلى ذلك.. رائحة كريهة تتصاعد من فمه.. لأنه التهم كمية من الثوم.. أو حزمة بصل.. أو ربطة كراث.. وهو يوزع (التْغار) هنا وهناك.. والرائحة حوله..
** وبعضهم.. يجلس بجانبك وكأنك جالس في محل (عطارة) هذه رائحة حلبة.. وتلك رائحة رشاد.. وهذه رائحة حبة سوداء.. وتلك رائحة كركم.
** وبعضهم.. ملابسه يُعلقها بجوار المطبخ أو حوله.. وعندما يلبسها ويجلس بجوارك.. يخيَّل إليك.. أنك جالس في مطبخ أو في مطعم.
** في المسجد.. هناك من يتعاقبون على (التْغار).. فهذه رائحة ثوم.. لأنه سمع أن الثوم يخفف الضغط ويُصفِّي الدم ويعالج (بيكتريا) المعدة.. وسمع أن الثوم صحيح على الجسد ونافع؛ فلذلك.. هو يبلع الثوم بدون حساب.
** وذاك يحب (الكراث) والبصل الأخضر والكزبرة.
** والكلّ.. ينسى أو يتناسى.. أن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - نهى مَن أكل من هذه الثمرة (البصل) عن أن يقرب مصلانا (المسجد) وهو لم ينته ولم يكف.
** ونحن بالطبع.. نسأل علماءنا الأجلاء: هل يصح لنا أن نحكم اللطمة في الصلاة متى جلس بجوارك إنسان مشبع بالثوم والبصل والجرجير والكراث.. ولأنك لو لم تحكم اللطمة.. فإنك لن تضبط صلاتك.. ولن تقوم بواجباتها وأركانها.. ولأن بعض الروائح المتصاعدة.. تكاد تصيبك بالإغماء أحياناً؟
** هل يجوز مثلاً.. أن نشتري كماماً صغيراً.. مثل ذلك الذي يستخدمه عمال الحفريات.. أو يستخدم وقت الغبار لمرضى الرَّبو.. هل يمكن استخدامه ساعة ابتلائك بإنسان أكل كمية من الثوم أو حزمة بصل.. وصلَّى بجانبك؟
** بعض المساجد صغيرة وضيقة ومكتومة.. وقد ابتليت بهذا النوع من البشر.. الذين لا يشبعون من أكل الثوم والبصل والكراث والحلبة.. ومتى دخلت المسجد توشك أن تتقيأ.. والسبب هؤلاء الذين يصرون على مخالفة التشريع.
** هل يصح لنا.. أن (نطق اللطمة) متى جلس بجوارنا أحد هؤلاء.. وأشرقتنا رائحة الثوم والبصل والكراث؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved