* الخرطوم نيويورك الوكالات:
أعلنت السلطات السودانية أمس أنها أحبطت محاولة انقلاب دبره إسلاميون تابعون للمعارض الإسلامي حسن الترابي ضد الحكومة قبل ساعات من تنفيذه بحسب وزارة الداخلية.
وجاء في بيان للوزارة أن الأشخاص المتورطين في المحاولة الانقلابية كانوا يريدون تنفيذ (مؤامرتهم) اثر انتهاء صلاة الجمعة.
وأضاف البيان أن جميع المتآمرين المفترضين أوقفوا باستثناء قائدهم الحاج آدم يوسف. ويوسف هو مسؤول في الحزب الشعبي الذي يتزعمه الترابي. وقد أودع الترابي مجددا في السجن أواخر آذار/مارس بعد الإعلان عن إحباط محاولة انقلابية.
يذكر أن الترابي كان العقل المدبر لنظام الرئيس الحالي المشير عمر حسن البشير لدى استيلائه على السلطة عام 1989م قبل أن يعزله بعد عشر سنوات من ذلك.
وفي الثامن من ايلول/سبتمبر أعلنت السلطات السودانية توقيف 33 من كوادر وقيادات الحزب الشعبي. وأعلن أحد مسؤولي الأمن القومي اللواء محمد العطا أن هؤلاء كانوا يريدون قلب الحكومة و(إشاعة الفوضى) لايهام الرأي العام بأن السلطات السودانية فقدت سيطرتها على اقليم دارفور وللإفراج عن الترابي (74 عاما).
من جهة أخرى قال المبعوث الأمريكي إلى السودان تشارلز سنايدر: إن حلا سياسيا لأزمة دارفور في غرب البلاد يكمن في اتفاق سلام جنوب البلاد يلغي مركزية السلطة ويدعو إلى إجراء انتخابات، مشيرا إلى أن متمردي دارفور عرقلوا جهود السلام، وأنهم ربما فهموا مواقف واشنطن تجاه الازمة بطريقة غير صحيحة.
وقال المبعوث الأمريكي تشارلز سنايدر: إن فصائل المتمردين عرقلت محادثات سلام درافور في العاصمة النيجيرية ابوجا مضيفا أن الفصائل يجب الا تأخذ إعلان الولايات المتحدة ارتكاب عمليات ابادة في دارفور على أنه ضوء أخضر للتقدم بمطالب غير منطقية.
وقال سنايدر للصحفيين بعد الاجتماع مع مسؤولين سودانيين في الخرطوم (يكمن الحل السياسي لدارفور في النهاية في العملية الفيدرالية في اطار نيفاشا وهي لامركزية السلطة).
وانهارت محادثات أبوجا المنفصلة الخاصة بأزمة دارفور في الاسبوع الماضي لكن من المقرر استئنافها في اكتوبر تشرين الاول وقال سنايدر: إنها يجب أن تتطرق فقط لوقف إطلاق النار وسبل زيادة المساعدات لنحو 1.5 مليون شخص شردوا بسبب الأزمة.
ووقع اتفاق لوقف إطلاق النار في دارفور في تشاد في ابريل نيسان لكن مراقبي الاتحاد الافريقي أكدوا حدوث 20 انتهاكا لوقف إطلاق النار، وحذر سنايدر حركات التمرد من المبالغة في المطالب، وقال (يجب أن يكونوا منطقيين في هذا الصدد، إن مجرد استخدامنا لكلمة إبادة لا يعطيهم المرادف المعنوي لجواز مرور حر).
وحذر المسؤول الأمريكي من أن السودان يجب ألا يفقد تركيزه على اتفاق سلام الجنوب بسبب تركيز الاهتمام على دارفور.
وقال (هناك سودان أكبر عرضة للخطر، لقد شهدتم بعض الإشارات إلى أن هذا قد يتحول إلى أزمة على غرار الأزمة الصومالية إذا خرج الامر عن نطاق السيطرة..وقد يخرج).
ومن المقرر أن يعود علي عثمان محمد طه النائب الاول للرئيس السوداني إلى بلدة نيفاشا الكينية في السابع من اكتوبر تشرين الاول لاستئناف محادثات سلام تأخرت لإنهاء أكثر من عقدين من الحرب الاهلية في جنوب السودان.
ومن جانب آخر أكد الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزيرالخارجية السوداني عن ترحيب بلاده باللجنة الدولية للتحقيق في الانتهاكات بإقليم دارفور، وقال ليس لدينا مانخفيه، فقط مانرجوه من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان ومن مجلس الأمن تأكيد مصداقية المؤسسة الدولية بحيث تكون هذه اللجنة الدولية لجنة مهنية محايدة ليست كلجان ريتشارد باتلر التي تعد تقاريرها في مكان آخر، ويتم التوقيع عليها لترفع بعد ذلك لمجلس الأمن باعتبارها تمثل موقف المنظمة الدولية.
وذلك في إشارة إلى لجنة بتلر للتحقق من أسلحة الدمار الشامل في العراق.. إلى ذلك خصص مجلس الشيوخ الأمريكي 75 مليون دولار كمساعدة طارئة لتمويل جهود نشر قوات الاتحاد الافريقي في السودان لإقرار السلام والامن.
ويسعى الاتحاد الافريقي لنشر 5000 جندي في دارفور من أجل حماية قوة المراقبة الافريقية لوقف إطلاق النار، لكن القوة ستساهم أيضا في حماية السكان المدنيين من الهجمات التي تشنها المليشيات والمتمردين في الاقليم.
|