Saturday 25th September,200411685العددالسبت 11 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

أضواء أضواء
الحرب العالمية الثالثة 3-المرتزقة في العراق
جاسر عبدالعزيز الجاسر

مثلما أشرنا في هذه الزاوية يوم الأربعاء الماضي، إلى أن العراق أصبح المحطة الثانية في مسيرة الحرب العالمية الثالثة... حرب الإرهاب العالمية، أكد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء العراقي إياد علاوي ضيف شرف حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، فالاثنان أكدا في كلمتيهما اللتين تبادلاها في حديقة البيت الأبيض (أن العراق أصبح الجبهة الرئيسية للحرب العالمية على الإرهاب).
هذه الحقيقة لا تثبتها الأقوال ولا كتابات المحللين السياسيين بل تجسدها الأحداث والوقائع التي تشهدها الساحة العراقية.
ومثلما أشرنا من قبل فإن ساحة العراق تحولت بعد الاحتلال إلى الموقع الأكبر للمواجهة بين طرفي حرب الإرهاب.. فالقوى المتشددة وجيوش الإرهاب استجابت لدعوة التحدي فأرسلت أنصارها وجيوشاً بل واستأجرت أفراداً آخرين لمحاربة الجيوش النظامية وقوات الاحتلال في العراق.. وقوات الاحتلال هي الأخرى اكتفت بجيوشها النظامية فرفدتهم بجيوش أخرى من القتلة المحترفين والمرتزقة الذين وجدوا في الساحة العراقية (مصدر رزق)..!! وتذكر معلومات ودراسات قامت بها مؤسسات علمية متخصصة أن المرتزقة العاملين الآن في العراق يمثلون القوة العسكرية الثانية من حيث العدد، فهؤلاء المرتزقة الذين يعملون تحت غطاء شركات الأمن الخاصة وصل عددهم إلى أكثر من ثلاثين ألف شخص، وبالتالي فإنهم يأتون بالمرتبة الثانية بعد القوات الأمريكية التي يصل عددها إلى 130 ألف جندي.
أفراد شركات الأمن الخاصة هؤلاء لا يقتصر عملهم على الحراسات وتأمين الشركات ومديريها وموظفيها العاملين في العراق، بل إنهم يقومون بكل ما يقوم به المرتزقة من تنفيذ العمليات القذرة من قتلٍ وتفجير مواقع وسيارات وخطف والمشاركة في معارك المواجهة، وهم لا يقومون بذلك من أجل نصرة مبدأ أو أفكار أو لتحقيق هدف سياسي، بل ينفذون ما يصدر لهم من توجيهات الذين أحضروهم للعراق، ويقدمون خدماتهم لمن استأجرهم.
في بغداد وخارج بغداد يتحدثون عن قيام هؤلاء المرتزقة بتنفيذ العديد من عمليات الاغتيال والتفجير، ليس لصالح قوات الاحتلال، أو لصالح الدول الأجنبية، بل إن بعض الزعماء السياسيين العراقيين الذين عادوا للعراق مع قوات الاحتلال استأجروا خدمات المرتزقة، ويذكرون بالتحديد تكليف أحمد الجلبي لفرقة متخصصة من هؤلاء المرتزقة بتنفيذ عملية تفجير (الصحن) التي راح ضحيتها رئيس حزب مجلس الثورة الإسلامية محمد باقر الحكيم وأكثر من أربعين عراقياً عند مرقد الإمام الحسين في كربلاء.
هذه العملية الإرهابية التي تشير كل أصابع الاتهام لحزب أحمد الجلبي الذي اضطلع بتنفيذها مرتزقة محترفون ينفذون العديد من العمليات في العراق، ولصالح من يدفع، وهي أحد إفرازات الحرب ضد الإرهاب.. التي أعادت من جديد عمليات الخطف والتي أصبحت مجالاً للتكسب والارتزاق ... وغداً نواصل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved