* لقاء - عبدالرحمن المصيبيح:
كشف د.عبدالله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية عضو اللجنة الاستشارية العليا للثقافة المشكلة بقرار معالي وزير الثقافة والإعلام عن أن المناقشات والمرئيات في الملتقى الثقافي الأول الذي سيرعاه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض اليوم ستعبر عن أصحابها وليس بالضرورة أحكاماً قاطعة يمكن الاعتماد عليها.. مشيراً إلى أن الملتقى سيتيح لكل مثقف سعودي أن يطرح ما لديه في الشأن الثقافي السعودي وآليات وتطوير العمل والتصنيع الثقافي في المملكة.واستشهد د.الجاسر بتأكيد معالي وزير الثقافة والإعلام بأن الملتقى يعبر بدون إفراط ولا تفريط عن وجهة نظر المثقف السعودي فيما يطمحون إليه من أفكار وتصورات لخدمة الثقافة السعودية.
وأكد في حديث خاص ل(الجزيرة) أن الهدف من الملتقى هو استخلاص توصيات عملية بما يفضي إلى صياغة تصور استراتيجي يمكن تحويله إلى منهج عملي يساعد على بناء كيان إداري حديث لثقافة وطنية ملتزمة بالثوابت التي تنتهجها المملكة.
واعتبر د.الجاسر أن وسائل الإعلام لها دور كبير في تطبيق السياسات الثقافية وإفراز ثقافة جماهيرية واسعة، وعن طريقها تستطيع تحقيق ثقافة سعودية متوازنة تستوعب كل الأفكار والقيم الثقافية وتقلل من الاختلافات بين فئات المجتمع الواحد من جهة ومع شعوب العالم المختلفة من جهة أخرى.
وشدد على أن انتشار وسائل الإعلام باختلاف فئاتها وتدفق المعلومات الهائل بين مجتمعات الأرض لم يترك أي خيار أمام ثقافة البلدان العربية فإما أن تتجدد وتتطور وتشارك بفاعلية في حوار الثقافات أو أن تنغلق وتتراجع وتخضع للهيمنة والانقراض.
وأشار إلى أن جلسات الملتقى ستسلط الضوء على واقع المؤسسات الثقافية السعودية ومستقبلها وتناقش التصنيع الثقافي والنشر والمسرح والشعر والفن والتشكيلي وثقافة الطفل والموسيقى والفنون الشعبية وكل ما يتصل بتنمية الثقافة السعودية.. فإلى تفاصيل اللقاء:
******
* في البداية نود تسليط الضوء على هذا اللقاء الثقافي؟
- من أجل التوصل إلى وضع استراتيجية ثقافية وطنية قادرة على تحقيق أهداف وتطلعات المثقفين السعوديين وتهيئة المواطن السعودي فكرياً وذهنياً لمواجهة تحديات العولمة وانطلاقاً من ثوابت المملكة الإسلامية وتعزيز قيم الولاء للوطن رأت وزارة الثقافة والإعلام وضع استراتيجية ثقافية شاملة تتماشى مع مستجدات الحاضر وتطلعات المستقبل وذلك بإقامة ملتقى ثقافي يسهم فيه نخبة من المثقفين السعوديين باختلاف مشاربهم الثقافية في مجالات شؤون الثقافة، وقد روعي في هذا الملتقى الذي تتواصل أعماله على مدار ثلاثة أيام متواصلة وفي جلسات صباحية ومسائية بأن يغطي كافة حقول الثقافة ويسلط الضوء على واقع المؤسسات الثقافية السعودية ومستقبلها ويناقش التصنيع الثقافي والنشر، والمسرح، والشعر، والفن التشكيلي، وثقافة الطفل، والموسيقى، والفنون الشعبية وكل ما يتصل بتنمية الثقافة السعودية المتعددة المشارب حتى تتمكن الوزارة من الحصول على رؤى عميقة تسهم في وضع لبنات استراتيجية واضحة المعالم للثقافة في المملكة، ولا شك أن المثقف السعودي باختلاف تخصصاته الثقافية كان له دور بارز ومؤثر على الساحة المحلية والعربية بل وتعدى بعض المثقفين حدود الوطن العربي ليبرزوا منتجات ثقافية لا تقل عن مستوياتها العالمية.
* ماهي المساهمات التي يمكن أن يقدمها هذا الملتقى في وضع استراتيجية ثقافية سعودية؟
- من المهم بداية التوضيح أن المشاركين في هذا اللقاء هم نخبة من المثقفين السعوديين وهناك نخب أخرى موجودة على الساحة السعودية وتسهم بشكل كبير، وبالتالي فليس هناك تمييز بين مثقف وآخر أو تهميش وإنما هي مشاركة جماعية من جميع المثقفين السعوديين سواءً ما يقدم منهم أوراق ثقافية لهذا الملتقى أو ممن سيحضرون ويسهمون في مداولاته ومناقشاته أو من يدلون بآرائهم ومقترحاتهم للصحافة المحلية، فهذا الملتقى هو لكل مثقف سعودي رجل كان أم امرأة، ونؤكد في وزارة الثقافة والإعلام أن المثقف السعودي باختلاف مشاربه الثقافية هو المعني في هذا الملتقى، وبالتالي نرى أن توصيات مثمرة سوف تخرج عن هذا الملتقى وعلى مدار أيامه الثلاثة وجلساته المتواصلة الصباحية والمسائية، هذه التوصيات سوف تضع الإطار الأساسي لاستراتيجية الثقافة السعودية حاضراً ومستقبلاً، ولا يمكن للوزارة أن تضع مثل هذه الاستراتيجية دون مساهمة ومشاركة من جميع المثقفين السعوديين سواء ممن يحضرون جلسات هذا الملتقى أو ممن يسهمون بدورهم في الصحافة المحلية من كتاب ومثقفين ومحللين ثقافيين وناشرين وشعراء وفنانين وغيرهم، وبالتالي فإن وضع مثل هذه الاستراتيجية سوف يأتي أساساً بكل مكوناتها من المثقف السعودي نفسه باعتباره هو المعني أساساً بالشأن الثقافي وتطوير أدائه بما يتلائم مع عولمة عصرنا الحاضر وتقنيات اتصالاته الواسعة والمتغيرات الدولية التي تمر بشكل متسارع على إنسان هذا العصر.
* ماهو التقدير المعنوي للمثقف السعودي من خلال هذا اللقاء؟
- يتميز هذا اللقاء الثقافي الأول الكبير بتقدير وتشريف معنوي كبير واهتمام من القيادة العليا لهذه البلاد بتوجيهات من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وخير دليل جلي وواضح على تقدير هذه البلاد للمثقف السعودي هو الرعاية الكريمة المعهودة والمعروفة من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لهذا الملتقى، ولا شك أن وزارة الثقافة والإعلام وبتوجيهات من الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي وزير الثقافة والإعلام حريصة كل الحرص على نجاح تجربة هذا الملتقى الأول للمثقف السعودي ليسمع صوته ورأيه وإبداعاته ومقترحاته في هذا اللقاء ليكون سندا وعوناً للوزارة في صياغة استراتيجية ثقافية سعودية.
* هل يعتق سعادتكم أن هذا اللقاء سوف يتيح الفرصة للمثقف السعودي لطرح ما لديه من أمور شاملة في شتى المجالات الثقافية؟
- نؤكد في وزارة الثقافة والإعلام أن هذا الملتقى لم يقم أساساً إلا لسماع الرأي والرأي الآخر، وسوف يتاح لكل مثقف سعودي جاد أن يطرح كل ما لديه من أمور في شتى مجالات العمل الثقافي السعودي، وأعتقد أن المثقفين السعوديين سوف يسهمون بشكل جاد وصريح وواضح وعقلاني في النهوض من خلال هذا المؤتمر بالمثقف والثقافة السعودية حتى تتواكب مع التنمية الشاملة والمستمرة في جميع مجالات حياة الإنسان السعودي، ونحن نبحث إلى اطروحات وتحليلات متوازنة بعيدة عن الغلو والتطرف الثقافي وفي نفس الوقت ملبية لحاجة الإنسان السعودي، إن التحدي الكبير الذي يواجه العالم العربي هو تطوير الثقافة وصيانتها الذاتية واستيعاب معطيات عصرنا الحاضر بكل معطياته التقنية والمهنية، ولا شك أن ثورة المعلومات الرقمية وتقنياتها تميزت بدقتها في تخزين المعلومة الثقافية وقدرتها على المعالجة والتحليل والاسترجاع والإرسال، وبالتالي فإن هذا اللقاء ركز في أحد محاوره على الإعلام وصناعة الثقافة وكيف أن الوسائل التقانة الحديثة هي الوسائل الاتصالية المناسبة للوصول إلى ثقافة جماهيرية واسعة، ولا يمكن تنفيذ سياسات ثقافية ناجحة بدون الاعتماد على وسائل التقنية الحديثة، ولكن من المهم ألا تطغى هذه التقانة بكل أساليبها على المضمون الثقافي وتؤثر في بنية الرسالة الثقافية وفي تفاعلها مع الملتقى، لا بد من محاربة التسطيح الثقافي عبر وسائل الإعلام، وبالتالي من المهم جداً أن تراعي الاستراتيجية الثقافية السعودية عناصر التكامل الأساسية مع السياسات المعمول بها في الأجهزة الإعلامية، نحن نسعى إلى تكامل بين السياسات الثقافية والإعلامية في المملكة العربية السعودية في الوطن العربي.
سوف يتيح بكل تجرد هذا الملتقى لكل مثقف سعودي أن يطرح ما لديه في الشأن الثقافي السعودي وآليات تطوير العمل والتصنيع الثقافي في المملكة، إلا أن المهم هنا أن أنبه الى أن أوراق العمل المقدمة لهذا الملتقى وأن المداولات والمناقشات والمرئيات التي سوف تحظى بها جلساته تعبر فقط عن اصحابها وليست بالضرورة أحكام قاطعة يمكن الاعتماد عليها، لا بد من أن يتوصل هذا الملتقى إلى توصيات ثقافية ناضجة تسهم فعلا في وضع استراتيجية شاملة للثقافة السعودية، وقد أكد معالي وزير الثقافة والإعلام في تصريح له بأن ابواب وزارة الثقافة والإعلام مفتوحة لكل مبدع وأديب ومثقف بالرأي والمشورة مراعين في ذلك كل الأجيال دون تمييز أو تصنيف تلك هي السياسة الواضحة والمعلنة لوزارة الثقافة والإعلام، لقد أكد تصريح وزير الثقافة والإعلام على أن الهدف هو استخلاص توصيات عملية من هذا الملتقى بما يفضي إلى صياغة تصور استراتيجي يمكن تحويله إلى منهج عملي يساعد على بناء كيان إداري حيث لثقافة وطنية ملتزمة بالثوابت التي تنتهجها المملكة، وقد أوضح وزير الثقافة والإعلام بأن هذا الملتقى سوف يعبر بدون إفراط أو تفريط عن وجهة نظر المثقفين السعوديين فيما يطمحون إليه من أفكار وتصورات لخدمة الثقافة السعودية هذا هو الإطار الأساسي لهذا اللقاء الثقافي الكبير.
* تحدثتم عن التكامل بين السياسة الثقافية والإعلامية إلى أي مدى يمكن تحقيق ذلك؟
- هذا الموضوع يعتبر ركن أساسي في وضع استراتيجية للثقافة السعودية والعربية بشكل عام، نحن في إطار اجتماعات وزراء الإعلام الخليجيين ووزراء الثقافة الخليجيين وكذلك وزراء الثقافة العرب ووزراء الإعلام العرب نراعي بشكل دقيق التوصل إلى هذا التكامل الإعلامي الثقافي، إن انتشار وسائل الإعلام باختلاف فئاتها والتدفق المعلوماتي الهائل بين مجتمعات الأرض لم يترك أي خيار أما ثقافة البلدان العربية فإما أن تتجدد وتطور وتشارك بفاعلية في حوار الثقافات أو أن تنغلق وتتراجع وتخضع للهيمة والانقراض.
إن البلاد العربية ومنها المملكة تواجه واقعا ثقافيا صعب فالدول المتقدمة تمتلك مراكز المعلومات وشبكاتها وهي التي تنتج الرسائل الثقافية والإعلامية وتجعلها تتدفق باتجاه دول العالم هذه المنتجات الثقافية تقوم بدور الشريك الكبير في تحقيق وتشكيل وعي الناس في هذا الكون وتكوين شخصياتهم وهوياتهم وأنماط سلوكهم وحتى استهلاكهم، وبالتالي فإن السياسة التكاملية الإعلامية الثقافة أمر في غاية الأهمية، إن الثقافة هي عنصر ثابت ومتحول، خصوصياتها ثابتة وسياساتها ومنهجياتها متحولة أما الإعلام فهو المتحول دائماً هو وسيط أساسي لتبادل المعلومات وإحداث مثل هذا التواصل الثقافي الإعلامي أمر في غاية الأهمية، نحن نعتبر وسائل الإعلام من الأدوات الثقافية التي تسهم في دعم المواقف والتأثير فيها وعلى توحيد السلوك الإنساني والتكامل الاجتماعي، ووسائل الإعلام لها دور كبير في تطبيق السياسات الثقافية وإفراز ثقافة جماهيرية واسعة، وبالتالي فلا بد من تأصيل مثل هذا التكامل الإعلامي الثقافي، عن طريق الإعلام نستطيع تحقيق ثقافة سعودية متوازنة تستوعب كل الأفكار والقيم الثقافية وتقلل من الاختلافات بين فئات المجتمع الواحد من جهة ومع شعوب العالم المختلفة من جهة أخرى وهو ما نسميه في حقلنا الإعلامي بالاتصال الثقافي.
|