Saturday 25th September,200411685العددالسبت 11 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

من هنا مر اليوم الوطني يا أبا تركي من هنا مر اليوم الوطني يا أبا تركي
محمد ابو حمرا

يوم الخميس الفائت صادف اليوم الوطني لتوحيد المملكة العربية السعودية، ولم يكن ذلك العمل سهلا أو هينا أبدا، فقد بذل المؤسس -رحمه الله- كل وقته وصحته، وواجه أخطارا لا يعلم بها إلا الله لكي يؤسس لنا جميعا وطنا نتفيأ ظلاله اليوم.
شاب طويل القامة، ذو عضلات قوية ومتناسقة، صوته قوي وهمته أقوى، كان لا يعرف الرخاوة أو الشدة، بل كان يعرف لكل وقت وقته ولكل حادث حديثه، بهر جنوده بعقلانيته وحنكته، ووهبه الله حبهم، كما وهبهم إخلاصه لهم ولوطنه، فقد جاء يحدوه أمل أمة وأمل وطن، وأمل قبلهما وهو أمل أن يقام الوطن على شرعة من الدين والعدل والمساواة والاطمئنان بعد التناحر، فعلا هو يحمل همّ أمة ويحمل أمّة في جوفه.


ورودهن هيت واخطاه الدليله
والموارد غير هيت مقضبات
واهني الترف منسوع الجديله
ما ضواه الليل دون مغرزات

على رسلك يا أبا تركي، يا رحمك الله وجزاك عنها خيرا، فلا يوجد موارد مقضبات أو ممنوعات اليوم على أبناء وطنك، فالكل يشرب الماء زلالا بعد الجهد الذي صاحب تلك الأيام العصيبة أثناء توحيد هذا الوطن الشامخ، والذي استهلك رجالا ودماء من أمة التوحيد، واستغرق وقتا كان الله قد بارك فيه.
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
فأبناء بلادك هم اليوم في رغد من العيش وحب وتلاحم ووفاء لقادة أجلاء وعظماء، ولهم باع طويل في الحفر عبر الحجر والشجر لكي يسعدوا شعبا أحبك وأحببته وأعطيته أنت دفعا من دماء شبابك، يا أبا تركي يا رحمك الله.. ألم تلتحف الثريا وتتوسد الثرى من أجل هدف عظيم؟ نعم كان ذاك.
لم تكن همتك أيها البطل همة من يفكر في ملء بطنه ثم يسترخي، بل كانت همة رجل عظيم أنجز منجزا عظيما لأمة هي محور الخير والسلام والإسلام، شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين، وها هو ابنك الفهد يحمل لقب التشريف والتعريف بأنه خادم الحرمين الشريفين، وهذا ما يجعلك مطمئنا على إرث الأمة وأمة الإرث، وكفاك فخرا يا أبا تركي أن تكون من المرضيين عنهم من أمتهم الكبيرة، بل تجاوزت يا أبا تركي، يا رحمك الله، قلوب العرب والمسلمين إلى أن تحتل مكامن القلوب لدى غيرهم من الناطقين بالواي لكي يروا فيك رمزا لحياة كلها على الفطرة في سلامة المقصد والنية مع دهاء العظماء وقوتهم، وإلا ما الذي حدا بفيلبي أن يكون سعوديا ويسكن الرياض ويشتري عنزة عارضية ويحلبها مع زوجته في شارع ضيق من شوارع الرياض العتيقة؟ وما الذي جعله يترك شوارع لندن المعتقة بإرث شكسبير ومن قبله من اللوردات ويتعلق برجل من الجزيرة العربية اسمه عبدالعزيز الفيصل؟ هذا هو طموحك وخلقك القويم، أرغم أنف الخواجة (سابقا طبعا) لأن يكون من أكثر الناس تعلقا بك ويكتب كتبا عن عبدالعزيز الإنسان وعن بلاده المتوثبة.
العظماء يا أبا تركي يا رحمك الله يرغمون الأنوف على أن تلتحق بهم، وهذا الالتحاق عن رغبة وحب وإعجاب يتحول إلى هيام برجل ووطن وأمة لها عظمة التاريخ وتاريخ العظمة.
مرّ اليوم الوطني يا أبا تركي ورفرفت أعلام الحداء على ظهور الهجن المعتقة ورائحة الهيل وصهيل الخيل وصرير الدواليب الخشبية تجذب الماء الزلال، ومرّ معه حب وتلاحم أمة كانت متشعبة المناحي فأصبحت قلبا وقالباً واحدا، والله الموفق وأنت الساعي والداعي والباذل الجهد والوقت والحب لهم جميعا.
لن نوفيك حقك أبا تركي يا رحمك الله رحمة واسعة، ونحن جيل اليوم الذين لم نشارك في غبار أخفاف الهجن ولا حوافر الخيل ولا نار القهوة العربية والهيل، ولم نعمل رقيبة أو سبرا قبل الغارة نغني لأبي تركي بحب الوطن ووطن الحب..
فجزاك الباري عنا وعن المسلمين الذي يعيشون أمن الحج خير جزاء، ورفع قدرك في عليين مثلما رفعت قدر أمتك.
فاكس: 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved