في الحفل الختامي والمهرجان التربوي الذي شرفته سمو الأميرة البندري بنت عبد العزيز في كلية البنات استرعى انتباهي هذا الحفل البهيج حيث ضم نخبة صادقة تمثل فتاة المجتمع السعودي، فلقد اتجهت بقلبها وروحها لتنهل من ينبوع العلم الصافي وتخطو في مرابعه وتجني من ثماره وها هي اليوم تطلعت فقفزت قفزات رائعة وفي خلال زمن قصير حطمت أغلال الجهل وكسرت قيوده فاستنارت بنور العلم فزال معول الجهل وتبدد على صخرة الحق والنور فلم تقف عند حد فلما وصلت الابتدائية تطلعت لما وراءها وخاضت غمار المتوسطة والثانوية بهذه المسيرة الطيبة والرواء الصادق يرتفع السلم الطويل الذي قفزت على عتباته تلك الفتاة المهذبة حيث تذللت أمامها كافة الصعوبات وذلك بفضل تشجيع وحرص المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم جلالة الملك المفدى فقد حرصوا على تعليم الفتاة وبتقديم الخدمات.
ولا غرو أن نقول بكل اعتزاز أن الفتاة السعودية استطاعت بذكائها وقوة إدراكها ان تجمع بين أصالتها الاسلامية وتسابق بميدان العلم وتخوض غماره بشتى حقوله ومختلف فنونه.
والآن ترمق بأنظارها وتتطلع بقلوبها الى هذه النواة الطيبة الى كلية البنات محور الهدى ومنار الفتاة والتي هي الآن الصرح الشامخ ليعلي مكانة الفتاة السعودية ويبوؤها ما تصبو اليه من آمال لتعمل بمجتمعها الذي يتطلع إليها فتغذيه بروحها ليحفظ أصالته بعيدا عن المؤثرات الخارجية والشعارات الهدامة وبفضل ما تمليه من توجيه سليم في التربية وفي الحضانة والبيت والمدرسة بهذه العوامل نكون بحق فخورين جدا بما حققناه نحن الفتيات لامتنا من سمو ورفعة وكفاءة.
|