كان الملك عبد العزيز - رحمه الله - يتميز بقدرته على التحمُّل وعدم الكلل أو الملل.. أما القوة فقد ظهرت من سيرة حياته ومما تحدث عنه الملازمون له، وما رصده الكاتبون عن شخصيته، ان قوة الملك عبد العزيز نادرة الوجود، وكذلك اعتداده بالمنهج الذي يسير عليه، وبالدين الذي يعتنقه، وبالكلمة التي يلقيها.. كل هذا فاق المقاييس المعهودة في زمنه، ويظهر ذلك في:
1 - قوته في عقيدته، فكان لا يرضى عن إخلاص التوحيد لله بديلاً ويدعو إلى ذلك كما ذكر الشيخ سعد بن رويشد.
2 - قوته في دينه واعتزازه بدين الإسلام أمداه بالشجاعة في الدعوة إلى هذا المنطلق للآخرين وتطبيقه عملاً بالمكاتبات والمحادثات والخطب فقد ذكر الشيخ سعد الرويشد أنه في مؤتمر القمة العربي المنعقد بالقاهرة عام 1945م رفض الملك عبد العزيز المضي في أعمال المؤتمر بعد ما أذن المؤذن للصلاة فقام -رحمه الله - أمام الحاضرين وصلى بهم.وإليك أيها القارىء إيجاز أهم مواهبه وصفاته رحمه الله:
1 - الإيمان المطلق بلا حدود بالله تعالى، والاعتماد عليه في كل شؤون حياته.
2 - تديُّنه العميق الذي توَّجه بحفظ القرآن الكريم، وكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ودراسته للأحكام الشرعية، وكثير من الفقه، وكان له مجلس يومي يُقرأ عليه فيه من كتب العلوم الدينية، فيتناقش مع العلماء والفقهاء الحاضرين، ويتداول معهم الرأي حول ما ورد في تلك الكتب.
3 - شجاعته الخارقة التي لا يتردد معها في أن يخوض المعارك بكل قواه، مهما كان عدد رجاله وجنوده.
4 - حكمته البالغة، فهو لا يدخل مدخلاً قبل أن يعرف لنفسه منه مخرجاً، وكانت كل تحركاته بحساب دقيق، فلا يخوض معركة لا داعي لها، ويفضِّل التفاهم على القتال.
من أقوال الملك عبد العزيز
(إنني والله لا أحب إلا من أحب الله خالصاً من الشرك والبدع، وأنا والله لا أعمل إلا لأجل ذلك، ولا يهمني أن أكون ملكاً أو فقيراً.. والله ثم والله اني لأفضل أن أكون على رأس جبل آكل من عشب الأرض، وأعبد الله وحده من أن أكون ملكاً على سائر الدنيا وما فيها).
|