Friday 24th September,200411684العددالجمعة 10 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "اليوم الوطنـ74ـي"

الوطن بيتي الوطن بيتي
عبدالعزيز العبدالله التويجري/كاتب صحفي، ورئيس تحرير سابق.

لو أن كل مواطن استشعر حقا.. أن البيت الذي يسكنه هو الوطن الذي يسعى في مناكبه، وأن هذا الوطن هو البيت الذي يسعى من أجل تجميله وتنسيقه، لما تراكمت المسؤوليات على جهات الاختصاص، ولما أرهقت النفقات بنود الحسابات في الموازنات المالية، ولو أن كل مواطن مهما كانت مستوياته المعيشية، والعقلية، والثقافية يحرص كل الحرص، ويحافظ كل المحافظة على مكتسبات وطنه، وإنجازاته التنموية والحضارية، كما يحرص على مكتسباته وإنجازاته الفردية في بيته لما وجدنا معظم إنجازاتنا الحضارية العامة تتعرض للخدش، والتخريب، والتجريح قبل أن تستلمها الدولة من المقاول، وقبل أن يستمتع بها المجتمع الذي عملت ونفذت من أجله، ومن أجل سعادته ورفاهيته وعلى سبيل المثال:
- البلديات تسور أراضي الغير لتحجب الرؤية عن بعض المناظر التي قد لا تريح المواطن، ثم ما بين غمضة عين وانتباهتها، تصبح تلك الأسوار هي القبح بذاته، وهي المناظر المؤذية بعينها، لكثرة العبث في جدرانها، والكتابة على جوانبها، بما يليق وبما لا يليق خطوط عريضة، وكلمات بذيئة ورسومات قبيحة، لمناظر مؤذية إلى أبعد الحدود.
- البلديات تعمل الحدائق والمنتزهات وتنفق عليها ملايين الريالات ونتسلمها من المقاولين بعد التنفيذ بكل دقة وأمانة وعلى أحسن صورة وتفتح أبوابها لراحة المواطنين، ورفاهيتهم ثم ما هي إلا أيام قلائل إلا وتجدها قد تبدلت وتشوهت بفعل المواطن نفسه، ألعابها تكسرت، وغصون أشجارها تقطعت، وأزهارها تساقطت، وأرضها قد كسيت بالأوساخ والقاذورات، من العلب الفارغة، والمناديل الورقية وحفائظ الأطفال الى قشور الفصفص وقطع اللبان.
- البلديات ترصف الشوارع، وتقوم بتشجيرها، وتنسيقها وإضاءتها، ونتسلمها من المقاولين، وهي بأحسن حال، ثم لايمضي عليها قليل من الوقت إلا وتجدها قد دمرت وهرمت وشاخت من كثرة العبث بها وعدم المبالاة بها، وفقدان الشعور بالمسؤولية الوطنية لدى الفرد والجماعة، وكأن الأمر لا يعنينا من قليل ولا كثير.
- البلديات تقدم للمواطنين أكياس القمامة مجانا ولوازم النظافة مع مجموعات من الارشادات والتعليمات المطلوبة للمحافظة على النظافة، ثم بالغد تشرق الشمس وقد فرشت الشوارع بجميع أنواع الفضلات، والقاذورات، والأوساخ.. وكأن الشوارع العامة ليست من مسؤوليات المواطن، ولا من اختصاصاته.
كل هذه الأشياء وأكثر منها لا يلقى لها المواطن للأسف أي اهتمام ونراها يوميا في شوارعنا، وعلى ساحات أرضنا الخضراء وفي حدائنا الغناء، ونحن لا نقرها ولا نشهدها منازلنا، ولا في حدائقنا الخاصة وما دام الأمر كذلك فما الذي يمنع من أن نحاول كأفراد، وجماعات تطبيق ما يجري في بيوتنا على شوارعنا وفي أحيائنا وفي الساحات العامة، وفي الحدائق والمنتزهات الوطنية إن الأمر لا يحتاج إلى أكثر من الاهتمام، وأكثر من اليقظة، وأكثر من الشعور بالمسؤولية الوطنية العامة، وهو مطلب واقعي، ورمز حضاري، يحقق للوطن، مزيد الصفاء، ومزيد النقاء، وهذا ما أدعو إليه، وأنادي بتطبيقه كبراهين على المواطنة الحقة والشعور بالمسؤولية الوطنية والله الموفق.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved