يوم المجد والسعد
منصور بن راشد الشبرمي ( * )

في هذه الأيام تعيش المملكة العربية السعودية أياماً سعيدة امتداداً للأيام السعيدة التي عاشتها هذه البلاد - ولله الحمد - منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وأصبح هذا اليوم هو اليوم الوطني للمملكة للتذكير بما كانت عليه البلاد قبل توحيدها وكيف أصبحت عليه الآن حيث أنعم الله عليها بالوحدة والامن ورغد العيش والالتزام بالمنهج الإسلامي الصحيح في العبادات والمعاملات فأصبحت ولله الحمد مضرب المثل بين دول العالم.. وحيث إن كل ذي نعمة محسود فقد قامت فئة ضالة وبأفكار منحرفة عن الهدى القويم والصراط المستقيم بالقيام بأعمال تخريبية من تفجير للمباني والمرافق العامة وقتل للأبرياء وترويع للآمنين وإزهاق لأنفس معصومة بعد أن تلقفت هذه الأفكار والاعتقادات الفاسدة من أعداء الأمة وحاولت تنفيذ أهداف أعداء هذه البلاد وحاسديها في زعزعة الأمن في هذه البلاد وتفريق جماعة المسلمين في هذه البلاد والتشكيك في ولاة أمرها وعلمائها ومواطنيها المخلصين، لا لشيء وإنما لتحقيق أهداف الأعداء ولكن الله رد كيدهم في نحورهم وأمكن منهم بفضله وكرمه ثم بفضل جهود ولاة ألامر في هذه البلاد المباركة - حرسها الله - وحرصهم على القضاء على الإرهاب واجتثاث الأفكار الموصلة إليه وتعاون المواطنين المخلصين لدينهم وأمتهم في القضاء على هذه الفئة الضالة التي سلم منها الأعداء ولم يسلم منها الأهل والأبرياء فتساقطت رموز هذه الفئة وأتباعهم وأعوانهم بعد أن قام رجال الأمن بالتضحية بأنفسهم رخيصة في سبيل القضاء على هذه الشرذمة الضارة والفئة الضالة وتخليص البلاد من شرورهم. وحيث إن من الواجب على الجميع التكاتف ضد هذه الفئة وأفكارها فقد قامت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وهي التي تشرف على الجوامع والمساجد وترعى المجال الدعوي في بلادنا - حرسها الله - بواجبها في ذلك واضطلعت بدور مهم في محاربة هذه الفئة وما تحمله من أفكار فاسدة، ومن ذلك فرع الوزارة في منطقة حائل الذي حرص وبتوجيه من معالي الوزير الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ بتوجيه الخطباء والدعاة بصفة مستمرة لتوعية المواطنين والمقيمين في هذه المنطقة عبر الخطب والمحاضرات والندوات والكلمات التي يتم فيها بيان الأفكار الفاسدة التي تحملها هذه الفئة الضالة والتحذير منها والعمل على ربط الناس بالعلماء الربانيين الذين يستنيرون بنور القرآن ويسترشدون بطريقة وبهدى المصطفى صلى الله عليه وسلم ووفق ما كان عليه السلف الصالح من هذه الأمة المباركة، وحثهم على التعاون مع رجال الأمن في الإبلاغ عن كل ما يساعد على القضاء على هذه الفئة الضالة وأفكارها الهدامة، كما قام الفرع بتشجيع رجال الأمن والشد من أزرهم وبيان فضل ما يقومون به من أعمال وجهود في سبيل القضاء على هذه الفئة، وأن ما يلاقونه من أخطار وصعوبات هو من باب الجهاد في سبيل الله، حيث اقيمت ندوة خاصة برجال الامن بعنوان (رجال الأمن وشرف المهمة) خصصت لرجال الامن - إن شاء الله - في هذه المنطقة. إن اليوم الوطني يأتي هذا العام وقد وفق الله ولاة أمرنا - حفظهم الله - فتم بفضل الله ثم بفضل تكاتف رجال الامن والمواطنين والمقيمين على أرض هذه البلاد - حرسها الله - القضاء على كثير من رموز ومنظري هذه الفئة وأتباعهم الذين أزاغهم الشيطان ووصلت إلى أوكارها والقليلة الباقية سيتم الوصول إليها والقضاء عليها - بإذن الله - لتبقى هذه البلاد آمنة مطمئنة كما أرادها الله، فهي منبع الخير روحا ومادة حيث إنها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، حيث تضم بلادنا الحرمين الشريفين ومنها تنطلق أيدي العون والمساعدة للمسلمين المحتاجين في شتى بقاع العالم، وفيها مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بكافة اللغات التي يتكلم بها أبناء المسلمين في العالم حيث يتم تزويد كافة المسلمين في الخارج بمصاحف من هذا المجمع العملاق الذي نسأل الله أن يجزي به خادم الحرمين الشريفين خير الجزاء وأن يجعله في ميزان حسناته ويرفع به درجاته.
وقد تم الانتهاء حديثا من بناء بعض المساجد بقيمة تقدر بـ(11326000) ويجري حاليا بناء البعض الآخر بقيمة تصل إلى (5227000)، كما يجري حالياً بناء مقر فرع الوزارة على جزء من أرض مصلى العيد الثالث جنوب طريق الملك فهد الجنوبي بمبلغ وقدره (9.360.312) على مساحة قدرها (522) مترا، وجار حالياً أعمال الترسية وأعمال المخططات لبعض المساجد في المنطقة.. كل ذلك يتم بفضل الله ثم بفضل متابعة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز الحريصين على رقي المنطقة وتطورها وعلى توفير الخدمات اللازمة لمواطنيها، وباهتمام من معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ وبحرص فضيلة مدير عام الفرع الشيخ عبدالله بن صالح الحماد الذي كان لحرصه الشديد على رقي الفرع بخدماته الإدارية والخدمية حتى وصل إلى ما وصل اليه الفرع اليوم بين فروع الوزارة المنتشرة في مناطق المملكة.
وفي الختام أسال الله أن يعيد علينا وعلى بلادنا اليوم الوطني في الأعوام القادمة وهي تنعم بوافر من الأمن والأمان ورغد العيش ويحفظ لنا ولاة أمرنا وعلمائنا وقد اخزى الله كل المتربصين بأمن هذه البلاد ممن أراد شق عصا الطاعة وتفريق الجماعة من الحاقدين والحاسدين والمفسدين انه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.