موضوع شدني عندما طالعته بصفحة عزيزتي الجزيرة الثلاثاء 29-7-1425هـ، كتبه الأخ الكاتب الصحفي السابق عبدالعزيز العبدالله التويجري عن المخدرات بعنوان: (التيوس تهرب المخدرات) الحديث عن المخدرات يتكرر.. والمخدرات آفة العصر.. المخدرات عندما نقرأ عنها نجد شيئاً غريباً في عالم المخدرات عندما نطلع على اعترافات التائبين والمتعافين منها نجد كلمات غريبة واعترافات مبكية وقصصاً محزنة.يا من هربتم المخدرات في التيوس من هم التيوس في هذه الحالة انه أنتم وإلا كيف لكم بأن ترضوا أن تفعلوا بالبهائم هكذا.. وصلتم المخدرات داخل أحشاء الحيوانات من أجل أن تنشروها بين البشر، هذه آخر ابتكاراتكم ولكنّ أجهزتنا الأمنية ومنافذ الجمارك ورجاله الساهرين لا يمر عليهم مثل هذه الأمور السخيفة التافهة.. كنتم في السابق تجلبون المخدرات داخل أحشاء البشر والآن وبعد أن اكتشفت العملية حولتموها إلى أحشاء التيوس.. أقول لكم ما هو الهدف من تلك العملية وهل أصبح الربح المادي يجعلكم تفكرون بطرق هكذا من أجل أن تكسبوا وغيركم يخسر.. من أجل أن تبيدوا شبابنا وأبناءنا وأبناءكم.. اسألوا أنفسكم إلى من تجلبونها..انكم تجلبونها إلى أبنائكم وأبناء مجتمعنا.. تجلبونها إلى شباب مراهقين مولودين على الفطرة.. إلى شباب مازالوا يانعين وأنتم تعترضون طريقهم وتقدمون لهم المخدرات على طبق من ذهب.. إلى هذا المستوى وصل الأمر إلى هذا الحد أصبح التفنن بالمخدرات.. شكراً لرجال أمننا ورجال المخدرات وواصلوا مسيرتكم واعترضوا طريق ضعاف النفوس.. اعترضوا طريق كل مروج وكل مدمن وكل بائع مخدرات.. اعيدوه إلى صوابه قبل أن ينشر سمومه.. جهودكم ملموسة.. ونشاطكم ملحوظ، ولكن الامر وصل إلى أن تهرّب المخدرات داخل أحشاء التيوس.. وأنت أيها المروّج اسأل نفسك إلى أين تسير؟؟!! تسير الى عالم مظلم.. وانت أيها المدمن اسأل نفسك ماذا بعد الادمان وماذا بعد المخدرات وما هي النهاية؟؟!! النهاية بكل تأكيدٍ مؤلمة جداً.. النهاية الكل يتفق على أنها نهاية مأساوية.. النهاية ضياع إنسان كرمه الله.. النهاية بعد أن كان هذا الإنسان بعقلٍ أصبح بدون عقل.. أصبح كالأنعام بل أضل السبيل.. أصبح في هذا الكون بدون هوية.. وبدون هدف. وبدون رفقاء.. وبدون أصدقاء.. وبدون أعوان.. وبدون نصحاء.. وبدون وظيفة.. كل تلك الأمور اتت إليه بعد أن أدمن المخدرات.. بعد أن رافق أصحاب المخدرات.. بعد أن تعرف على شلة الضياع.. بعد أن جالس جلساء السوء.. بعد أن انضم إلى تلك القائمة السوداء.. التي ليلها نهار، نهارها ليل.. انهم أصحاب المخدرات كفانا الله وإياكم من تلك الزمرة الخاسرة بالدنيا والآخرة.. زمرة ضاعت وتريد أن تضيّع غيرها.. زمرة خابت وخسرت.. زمرة اقترفت على نفسها ذنباً خطيراً.. زمرة فتكت بأنفسها قبل غيرها.. زمرة تسير بالاتجاه المعاكس.. إذاً مَن يريد تلك الزمرة.. من يريد أن ينضم إلى عالمها المظلم.. عالمها المسود..؟ لا تعرف لها مصيراً.. ولا تعرف لها نظاماً.. ولا تعرف لها سنناً ثابتة.. يا صاحب المخدرات.. كفاك خسراناً وعاراً.. كفاك حسرةً وندماً.. كفاك خسارة نفس بشرية كانت مكرمة.. كفاك خسران ذاتك قبل الغير.. تقهقر وعد وسوف تجد الطريق أمامك يسيراً.. سوف تجد من يريد أن يأخذ بيدك.. سوف تجد من يدلك على الطريق الصحيح.. سوف تجد عالماً خلاف عالمك السابق.. سوف تجد الكل يرحب بك لتعيش سوياً وتعود إلى أطفالك أو إلى عملك أو إلى والديك.. سوف تُعاد إلى المجتمع الذي خرجت منه بسبب أصحاب المخدرات.. سوف تجد مجتمعاً نظيفاً ينتظر عودتك.. هيا عُد قبل ألا ينفع الندم.. اخرج منه بتأشيرة خروج بلا عودة.. لا تنتظر إليه بعين تريد العودة.. بل الإصرارعلى ألا تعود.. الإصرار على أن تقول لا عودة للمخدرات مرة أخرى.. الإصرار على أن تصبح رجلاً آخر.. أن تصبح عضواً فاعلاً بعد أن كنت عبئاً على المجتمع.. على أن تكون أنت كما كنت بالسابق.. الإصرار على ألا تكون هامشياً بل تكون عاملاً بهذا المجتمع تستفيد وتفيد.
مناور بن صالح الجهني /الأرطاوية |