* الطائف - عليان آل سعدان:
ينظر مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة في وقت لاحق في قضية قتل وقعت في محافظة الطائف قبل أكثر من عام بين مواطنين أحدهما إمام ومؤذن في مسجد تعرض هذا الأخير لاعتداء من مواطن آخر كان على خلاف حاد معه وتربص الأخير في داخل المسجد الذي يؤم المصلين فيه خلف أحد أبوابه الداخلية وغافله أمام المصلين بطعنة حادة بسكين كان يحمله معه، وأشهر إمام المسجد مسدساً كان يحمله معه فقتل الذي طعنه داخل المسجد.
وترجع عملية أسباب النظر في هذه القضية من قبل مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة نتيجة صدور حكم شرعي ينقذ رقبة إمام المسجد من تنفيذ حكم القصاص فيه واعتبار ما حدث من القتل دفاعا عن النفس بعد الاستماع إلى رأي لعدد من الشهود الذين كانوا متواجدين داخل المسجد وقت وقوع الحادثة، حيث صدر صك شرعي يقضي بذلك ويعتبر الحكم صائلا في حق المجني عليه والحكم الصائل إهدار الدم ينطبق في أكثر الأحيان على قطاع الطرق وكون القاتل قد دخل المسجد حاملا سكيناً ومختبئاً خلف الأبواب الداخلية متربصا للإمام ومؤذن المسجد حتى يحضر للصلاة والقيام بقتله يعتبر الحكم عليه صائلا ومهدراً دمه فيما كان الإمام في حالة دفاع عن نفسه وبالتالي لا يحكم على الإمام الذي قتله بالقصاص ومن المتوقع أن تعرض هذه القضية التي حكم فيها الشرع بعدم القصاص من القاتل وصدق هذا الحكم من هيئة التمييز لتنفيذ الحكم الذي أصدره القضاة بمحكمة الطائف الكبرى وصُودِق عليه من قبل هيئة التمييز لتنفيذه وسوف تعاد المعاملة الخاصة بهذه القضية إلى مجلس القضاء الأعلى للنظر فيه لتأييد هذا الحكم أو معارضته.
وكانت هذه القضية قد وقعت قبل أكثر من عام في محافظة الطائف وتمثلت في خلاف بين مواطنين أحدهما موظف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإمام ومؤذن ومتزوج من ابنة هذا المواطن (المقتول) وكان سبب الخلاف مبلغ مالي بسيط اضطر هذا المواطن إلى حجز ابنته زوجة الإمام إلى أن يدفع هذا المبلغ وتطورت القضية إلى أن تدخلت فيها محافظة الطائف بدفع مبلغ محدد لإنهاء المشكلة وكانت المرأة ابنة المواطن (المقتول) مع زوجها واضطرت الى الهروب معه من أحد الأبواب الخلفية عندما منعها والدها من الخروج وأدى ذلك إلى تطور المشكلة بشكل أكبر الأمر الذي دفع بعض الأشخاص من جماعة المقتول إلى تنبيه المواطن (القاتل) بأن والد زوجته يتربص لقتله وعليه أن يحذر وينتبه لذلك وتم إبلاغ الجهات المختصة وأخذت التعهدات اللازمة على والد الفتاة بعدم التعرض لهذا الشخص أو إيذائه حتى تنتهي مشكلته حسب الأنظمة والإجراءات الرسمية إلا أنه ضرب بكل هذه التعهدات والتنبيهات عرض الحائط وحمل سكيناً وذهب إلى المسجد الذي يصلي فيه هذا الإمام (زوج ابنته) وظل متربصا له حتى دخل المسجد فهجم عليه وطعنه بسكين حاد كاد يقضي عليه لولا تدخل المصلين وعاد وكرر محاولة لطعنه مرة أخرى في المسجد في نفس الوقت الأمر الذي اضطر المعتدى عليه إلى إخراج مسدس كان يحمله معه ومرخص رسميا وأطلق عليه النار فقتله داخل المسجد أمام المصلين.
|