مقومات قيام دولة في الجزيرة العربية كانت أشبه بالمستحيل، يؤكد ذلك أنها أرض غير ذي زرع، ويؤكد ذلك تدافع المعنيين برسم خريطة العالم الذين لم تستهدهم أي مبررات للمكوث طويلاً داخل الجزيرة ولا في مناكبها، إضافة إلى ذلك ما عرف عن الصحراء وأبنائها من صعوبة المراس وقسوة المنازلة.
وهنا نقف معاً أمام شخصية المؤسس عبد العزيز الذي تمرد على المستحيل لا من خارج التحدي بل من فوهة البركان نفسه، قائد صنعته الجزيرة فنهض بها وأقام دولة عظيمة تتكئ على الثوابت وتعتز بالموروث وتزاحم الثريا انطلاقاً وتواصلاً وإدراكاً لخلافة الأرض ومسؤولية الالتزام.
في يومنا الوطني نقف جميعاً تحية للمؤسس عبد العزيز، تحية للأسرة الكريمة، تحية لخادم الحرمين الشريفين، لولي عهده الأمير عبد الله، لسمو النائب الثاني، لكل صانعي المجد لهذا الوطن العملاق.
في يومنا الوطني نقف باعتزاز، نقدر لهذا الكيان اللحمة الوطنية والتماسك الاجتماعي الذي عز على الخصم اختراقه.
في يومنا الوطني تنكسر الدعاية والإعلام المأجور أمام حقائق الإنجاز ونظافة الكف. في يومنا الوطني تهبط تباريك السماء على أرض البركة والعطاء، لتزداد الثقة وتنبت الأرض ويتضاعف العطاء.
في يومنا الوطني يدرك العالم أن المملكة العربية السعودية لم ولن تكون يوماً ما معول هدم أو مصدر قلق لجيرانها أو العالم كله، بل عامل استقرار لكل العالم سياسياً واقتصادياً.. هكذا هو وطني قيادة حكيمة وشعب متحضر يقوى بقيادته وتقوى به.
حفظ الله الجميع وكل عام ووطني في القمة.
*عميد كلية المعلمين بالطائف
ص.ب 1070 |