يا مَنْ جمالُكَ ظلَّ يلهمني
أصبحتَ حُلماً كم يراودني
يا من عشقتُكَ منذُ أيامِ الصِّبا
انظرْ لحُبِّك كيف شيَّبني
أهواكَ مُذ علَّمتني معنى الهوى
ما كان غيرك مَنْ يعلِّمني
بربوعِ حضنك منزلٌ آوي له
كالروح إذْ تأوي إلى البدنِ
وعلى الصحاري الحُمرِ في خدَّيْكَ كم
ضيَّعتُ قافلتي فترشدني
وعلى سواحل ناظريكَ مفاتنٌ
ستظلُّ تستهوي لها سُفني
إني أحبَّكَ رغمَ مَنْ سيلومني
في الحبِّ أو في الحبِّ يعذرني
مهما يقُلْ فيكَ الوشاةُ فقولُهم
قد زادني حباً وهيَّجني
دعْهم فأنتَ برغمِ كلِّ هرائهم
ستظلُّ معشوقي مدى الزمنِ
أوَليس من عينيكَ أشرق صُبحنا
فكأنما الظلماتُ لم تكنِ؟
وإذا بأرواحِ الأنامِ استيقظتْ
وتحرَّرتْ من قبضةِ الوسنِ
العمرُ أبعثُهُ إليكَ هديةً
فاقبلْهُ علَّك أنتَ تقبلني
إني محبٌّ يشتري منكَ الهوى
بأعزِّ ما يرضيكَ من ثمنِ
فالحبُّ لا معنى له إنْ كان مَن
يهواهُ قلبي ليس يعشقني
سَترى وفائي في زمانٍ قلَّ أنْ
تجدَ الذي في الحبِّ لم يَخُنِ
سأجيبُ صوتكَ كلما ناديتَني
وترى دمي يفديكَ في المِحَنِ
هذي ثيابي من هواكَ نسجْتُها
ولسوف أنسجُ بالهوى كفنِي
إنْ يسألوا عمَّنْ هويتُ فإنني
سأجيبُ فوراً مَنْ سيسألني
إنَّ اسمَ مَنْ أهواه مكتوبٌ على
هذا الثرى فاقرأْ لتفهمني
إنَّ اسمه يا سائلي أنشودةٌ
كم هيَّجتْ أنغامُها أُذني
وطني هو الحبُّ الذي لا ينتهي
بل نبعُهُ سيظلُّ يُنعشني
ما كنتُ قبلَ هواهُ إلا بذرةً
وهو الذي بهواهُ أنبتني
يا سائلي إني سأُعلنُ حبَّهُ
فالحبُّ لا يحلو بلا عَلَنِ
لا تسألنْ: (ماذا أرى وطني؟) وسَلْ:
(ماذا أكونُ أنا بلا وَطَنِ؟)