الإنسان.. خُلق بقدرة الخالق -جلا جلاله- خليطاً من المشاعر وكتلاً من التناقض.. من ضمنها النسيان.. وهي نعمة.. وفي نفس الوقت هي حكمة.. فإن نسينا ما يؤلمنا ويؤرقنا.. فلا نزال نحتفظ في طيات ذكرياتنا.. داخل عقلنا الباطن.. بكثير من آلامنا وحنيننا لماضي أفراحنا. وتدور الأيام دورتها طاويةً معها سنيناً من أعمارنا طَوتْ قبلها أعماراً.. وعُمَّاراً.. صحاري وأنهاراً مع استمرار الليل والنهار.
تبزغ الشمس كل يوم بإرادته سبحانه.. وتغرب.
وليست شمس الأمس كاليوم.. ولا شمس الغد كشمسٍ سبقتها.
وتبقى أيام يقف عندها المرء.. ليتساءل.. يتعمق.. ليتعلم.. ويتعلم ليدرك.. وآهٍ كم هو عظيم أن ندرك.. وكم هو عظيم أن نتعلم.. والقمَّة إدراكها أن نتعظ.. والعظة قمَّة بحدِّ ذاتها.
شتات.. جهل.. فتنة.. تشرُّد وفرقة.. جوع وخوف بلا حدود وليس هناك حد.. بل لم يكن هناك أحد.
وطني.. كم سالت على ذرات رمالك أودية من دماء.. الرجال.. وعرق الأبطال.. جبالك يا وطني رغم شموخها شمخت بأسمائهم.. شُطآن بحارك.. كم ارتوت بأمواج عطر الكفاح.. وأهدت كل محارب من أعماقها محارة تحمل لؤلؤة سمراء أطلقت اسمها الحبيب داخل صدور الأطفال.. لتزغرد النساء.. ويُزفُّ كل عريس لعروسه.
إنها إرادة الله.. لا إله إلا الله.
تجمع الرجال.. واكتمل العقد.. عقد القلوب.. وعهد الرجال ثمرة شجرة الأبطال.
وزف العريس.. والد الجميع.. إلى أم الجميع.. ليجتمع الجميع ولن يفترق.. مهما تفرقت الطرق.. لأن العهد:
لا إله إلا الله محمد رسول الله
رحم الله الرجال.. الأبطال.. وأعان مَن حمل الثقل والأثقال رغم كثرة الأقوال.
رحمك الله (عبد العزيز) والدي.. والد الجميع.
إنه يوم للذكرى.
( * ) محافظ محافظة الخرج |