* الجزيرة - خاص:
عدَّ عدد من أعضاء لجنة التحكيم لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره التي تنظمها سنوياً وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في رحاب مكة المكرمة، عدوا المسابقة بأنها مؤتمر قرآني عظيم يجمع بين حفظة القرآن في شتى بقاع العالم، وواقعاً تترقبه الأمة الإسلامية.
وأكدوا في أحاديث لهم ل(الجزيرة) بمناسبة انطلاق المسابقة في دورتها السادسة والعشرين يوم غد السبت أن تلك المسابقة القرآنية العظمى تكتسب أهمية خاصة من حيث المكان والمكانة، وهي أم المسابقات، ومن الأعمال الإسلامية الرائدة المتميزة للمملكة العربية السعودية، وإحدى ثمار الخير التي تقدمها بلاد الحرمين الشريفين للأمة.
وفيما يلي أقوال أصحاب الفضيلة:
يقول الشيخ إبراهيم بن الأخضر علي القيم إن لمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره دوراً كبيراً في خدمة كتاب الله، وفي تشجيع الناشئة، والشباب من أبناء الأمة الإسلامية حيث ضربت بعمقها، وتاريخها الحافل الكريم في السنوات التي مضت، وأصبحت واقعاً تترقبه الأمة الإسلامية في جميع أنحاء الأرض سواء كانت دولاً، أو مؤسسات، أو معاهد.
مؤكداً أن النجاح الذي حققته هذه المسابقة كان له أثر عظيم جداً في تغير الفكر التربوي المستفاد من كتاب الله في الجانب العملي منه، ومن المعلوم أن هذا الاحتضان الكبير لأعداد مهولة من الحفظة الشباب من رجال ونساء في هذه الحدائق الغناء التي هي حلقات الذكر، وحلقات تعليم القرآن الكريم في كل مكان من المملكة العربية السعودية لا شك أنها تأتي بهذه الفئة التي تنتمي إليها، وتأتي بها بعيداً عن مهاوي التردي في أساليب، والتي تسمى بالغزو الفكري الضار المهلك نحن نرى بغير فلسفة كلامية، ولا شك أن الذين يدرسون في حلقات القرآن الكريم في كل مكان في أي بلد، وأي قرية في مكان بعيد وقريب في أي مجتمع مسلم، وغير مسلم، لا شك أنهم في سلامه، وأمن يحيطون بالآخرين الذين لا ينالون قسطاً من هذا الفضل، أما فيما يتعلق في نفس المسابقة وهي المسابقة التي نعتبرها المسابقة الأم في تاريخ المسابقات فتطويرها، أو السير بها إلى الأفضل في كل عام هو شيء واقع، وملموس، ولكن التطوير الذي ينال هذه المسابقة يمر بمراحل دراسية، وتمحيص حتى تكتمل العشوائية، أو التقلبات التي لا نريد أن نقول إنها محل تجارب نحن الآن لسنا في حاجة تسمح لنا بإقامة تجارب داخل المسابقة، ولكن نحاول أن نرتقي بها وفق الأسس التي تعطيها الاتزان التي عرفها الناس عنها، وتعطيها الفاعلية الاجتماعية المطلوبة من خدمة القرآن الكريم بالنسبة للشباب والشابات.
السد المنيع
أما الدكتور حسن بن محمد باجودة فيؤكد أن من أهم ما يميز المسابقة الدولية التي تنظمها المملكة العربية السعودية - حرسها الله تعالى من كل سوء - برعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أنها تعقد في رحاب مكة المكرمة بجوار بيت الله العتيق، وحينما يكون القرآن الكريم قد قرئ في مكة المكرمة، وكتب في المدينة المنورة والقراءة، والكتابة، وسيلتا ضبط هذا الكتاب العزيز فإن هذه المسابقة يقرأ فيها القرآن الكريم، وبذلك هي معمقة للقراءة بالمعنى الذي أومأنا إليه.
وتطرق فضيلته إلى كيفية الاستفادة من هذه المسابقة القرآنية في تربية وتنشئة أبناء الأمة الإسلامية تربية صالحة تخدم دينهم، وأمتهم، وتحصنهم من مخاطر الغزو الفكري، والثقافي الذي يستهدفهم في عقيدتهم، وأخلاقهم الإسلامية، معرباً عن اعتقاده أن هؤلاء الأبناء وهم يقرءون القرآن الكريم، ويحفظونه، ويلتزمون بآدابه، وأحكامه سيكون ذلك - بإذن الله - سداً منيعاً لهم، وسبباً يحفظهم من أية أخطار يحيكها الأعداء، ولا شك أن تلك المسابقة ملتقى قرآني عظيم يجمع شباب وناشئة الأمة على أفضل كتاب وأطهر بقعة على وجه الأرض.
الحفظ في الصغر
وأثنى عضو لجنة التحكيم الشيخ عبدالحكيم عبداللطيف سليمان في جمهورية مصر العربية على المسابقة ودورها الريادي الكبير في احتضان أبناء الأمة في رحاب مهبط الوحي: ليتدارسوا ويتنافسوا في أعظم كتاب وأشرف مكان، مما كان لها الأثر الطيب في نفوس المشاركين فيها على مدى السنوات الخمس وعشرين الماضية.
ويرى الشيخ عبدالحكيم سليمان أن يقوم أبناؤه الناشئة الراغبون في الحفظ بالالتحاق بإحدى المدارس أو الحلقات القرآنية وهم صغار السن، مستشهداً بما يشاهد في مثل هذه المسابقات من حضور الصغار إليها وقد حفظوا القرآن كاملاً، أو بعضاً منه، وذلك لأن التعلم في الصغر، يكون الإنسان أكثر استيعاباً عن الكبر، حيث يكون مشغولاً في مطالب الحياة ومسؤولياته.
وتمنى من الله العلي القدير أن يحقق لهذه المسابقة الدولية المهمة النجاح والتوفيق، وتحقيق آمالها وغاياتها المرجوة، حتى تصل للأهداف المرسومة لها في العناية بكتاب الله وحفّاظه.
العمل المتميز
ويشير الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري أن المسابقة قد أخذت حقها، وأخذت وضعها الطبيعي، ومكانتها المتميزة من بين سائر المسابقات على المستوى الإسلامي والعالمي، والاستعدادات التي يقوم بها المتسابقون في وطنهم إلى أن يأتوا كفيلة - بإذن الله تعالى - أن تفرز نوعية متميزة من المتسابقين يكونوا - إن شاء الله - في كل عام أفضل من الذي مضى، مشيداً - في هذا السياق - بدور المملكة في خدمة كتاب الله - عز وجل - فهي قامت على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهي سباقة في هذا المجال، وهذا ليس بغريب، وهذه المسابقة واحدة من الأعمال الجديدة التي تتبناها المملكة العربية السعودية، وتمثل عملاً متميزاً في خدمة القرآن الكريم، وقد مضى عليها الآن ربع قرن، وهي تجد الدعم، والمؤازرة من لدن ولاة أمر هذه البلاد - جزاهم الله خيراً.
وأكد الدكتور الدوسري أن تلك المسابقة الدولية هي الأولى في العالم، وكل من جاء بعدها فهو يقتبس منها، ومن أهم ما يميزها ما تضمه من فروع مختلفة لا تعني بالحفظ فحسب، بل إن حسن الأداء وتفسير القرآن لهما الحظ الأوفر في الاعتبار، والتقييم، وهي تظاهرة قرآنية عظمى تتميز عن المسابقات الأخرى.
خدمة كتاب الله
ونوه الشيخ أحمد هيان التهانوي بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية التي مضى من عمرها ربع قرن من الزمان كانت حافلة بالنتائج والإنجازات الباهرة التي يفخر بها كل مسلم في مختلف أنحاء المعمورة. وقال: إن من نعم الله على المملكة العربية السعودية، أن سخر لها ولاة أمر مخلصين، أولوا القرآن الكريم وحفّاظه عناية عظيمة، ورعاية كريمة، وجهوداً مشكورة، فهو دستور الأمة الإسلامية الخالد، ونبراسها في شؤون الحياة، وهذا ما تفخر وتعتز به بلاد الحرمين الشريفين.
وأشاد الحكم الباكستاني بجهود المملكة في تنظيم المسابقات الدولية والمحلية لإذكاء روح التنافس بين حفظة كتاب الله عز وجل داخل المملكة وخارجها، وبذل الجوائز القيمة لهم مع الإكرام والحفاوة بهم.
وأشار الشيخ التهانوي - في سياق حديثه - إلى أنه سبق وزار المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة في عام 1393هـ حيث كانت بدايات تحفيظ القرآن الكريم محدودة العدد وقليلة جداً من حفظة القرآن الكريم والمجيدين للقراءة، إلا أنه والحمد لله امتلأت في الوقت الحاضر بفضل من عند الله من حفظة القرآن الكريم والقراء، ملفتاً النظر إلى أن الآثار الطيبة تظهر جلياً، رافعاً الشكر والامتنان لقادة المملكة - حفظهم الله - على كل الجهود التي بذلوها في خدمة كتاب الله العزيز،
القاعدة العريضة
كما أكد الشيخ محمد مكي هداية الله عبدالتواب أن المسابقة قد أكملت ربع قرن من الزمان على بدايتها، وقد تميزت بميزات عدة من أهمها أنه لم يشارك في هذه المسابقة وعلى مدى ربع قرن من الزمن تقريباً أي متسابق للمرة الثانية، ومع ذلك نلحظ ارتفاع المستوى، ونرى وجوهاً جديدة في كل عام، وهذه ميزة جعلت المسابقة في قاعدة عريضة من العالم، وكذلك أنها عامة وشاملة، وذلك يتمثل في فروعها الخمسة بدءًا من الفرع الأعلى وهو الفرع الأول: حفظ كامل القرآن الكريم مع التلاوة والتجويد والتفسير، ثم تتدرج حتى الفرع الخامس وهو حفظ خمسة أجزاء من القرآن الكريم مع التجويد، وذلك يسهم في استيعاب أكبر عدد من الحفظة.
ويشير إلى أن انعقاد هذه المسابقة في أطهر وأشرف بقعة على وجه الأرض يعطيها مزيداً من المكانة، والقوة، والريادة، ولا شك أنها تسهم أيضاً في تحصين الشباب من التيارات الإلحادية التي تحيط بهم في هذا العصر من كل مكان فمتى تعلم الشباب، بل متى تعلق المسلمون بهذا الكتاب وحفظوه وتدبروا في معانيه، وطبقوه كان فيه نجاتهم، وحمايتهم من كل مكروه وسوء، كيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا الله هدي إلى صراط مستقيم).
|