مؤشرات للتهدئة في منطقة القبائل الباكستانية وتسليم مطلوب للجيش

* إسلام آباد - من إبراهيم سعد - أ.ش.أ:
تواصل ميليشيات قبائل محسود عملياتها العسكرية بطريقة حرب العصابات ضد القوات الباكستانية التي تواصل عمليات القصف الصاروخي والمدفعي وشن الغارات الجوية على المواقع الجبلية التي تشتبه في أن المقاتلين يتمركّزون في داخلها غير أن هناك مؤشرات على إمكانية التخفيف من هذا التوتر مع انطلاق أعمال لجنة للوساطة فضلاً عن مبادرات تبرز استعداد قبائل محسود على التعاون مع السلطات من خلال تسليمها أحد المقاتلين الأجانب الذين يشتبه بأن لهم صلات بتنظيم القاعدة.
وبين هجمات الجيش وأكمنة الميليشيات يبقى المدنيون الباكستانيون هم الخاسر الحقيقي في المنطقة فالعقوبات الاقتصادية مفروضة من جانب الحكومة على المنطقة ولا يعاني منها بالطبع إلا المواطن العادي الذي يعاني أصلاً من فقر قياسي كما تصيب الصواريخ الطائشة من هنا وهناك منازل السكان المحليين ليسقط منهم القتلى والجرحى بشكل يومي.
غير أن الحكومة الباكستانية تركِّز كل همها على مقاتلة العناصر التي تقول إنها أجنبية وأنها لن تتوقف عن مقاتلتها حتى استسلام آخر فرد منها وتسجيل نفسه لدى السلطات أو مغادرته للأراضي الباكستانية كما تطالب بتفعيل الحوار مع العناصر المحلية لإقناعها بإلقاء السلاح والعودة إلى حياة المجتمع المدني مرة أخرى في إطار عمليات التطبيع في الإقليم والعودة به إلى الحيازة الطبيعية الكاملة.
وتعهدت الحكومة الباكستانية بتنفيذ سلسلة من مشروعات التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة لرفع مستوى الحياة المتدني وتحسين حياة السكان، وقد رصدت المؤسسات الإنمائية الدولية مبالغ مالية لتنفيذ عدد من مشروعات التنمية فيها بينما قرر برنامج المعونة الأمريكي إنشاء وتطوير التعليم العلمي في المنطقة ونشر استخدام الحاسبات الآلية في المؤسسات التعليمية بها.
وبالعودة إلى التطورات الميدانية نشير إلى مقتل شخصين بينهما جندي باكستاني ومقاتل يشتبه في أنه من العناصر الأجنبية وأصيب شخصان آخران بجراح في العمليات العسكرية المتواصلة خلال الأربع والعشرين ساعة والتي تشنها القوات المسلحة الباكستانية على ما تعتقد أنها معاقل للعناصر الأجنبية التي يقال إن لها ارتباطاً بتنظيم القاعدة والموجودة في منطقة القبائل بإقليم بوزيرستان.