* دارفور- ظافر القحطاني:
تواصل البعثة الاغاثية السعودية ممثلة بجمعية الهلال الأحمر السعودي تقديم العون الاغاثي للشعب السوداني المتضرر في إقليم دارفور من خلال تأهيل المراكز الصحية داخل المعسكرات والمدن التي تضم النازحين المتضررين جراء الأحداث. ففي مجال تعزيز قطاع الرعاية الصحية الأولية دعمت المساعدات الطبية السعودية جهود الحكومة السودانية في توفير مراكز صحية أولية في مدن ولاية شمال دارفور حيث تم ترميم وتأهيل مبنى مركز الزهراء الصحي بالتنسيق مع وزارة الصحة السودانية وتزويده بالمستلزمات والأجهزة والأدوية ليخدم شرق مدينة الفاشر حيث ضم عيادات متخصصة وصيدلية ومكتب استقبال وصالة انتظار ويستقبل يومياً ما يقارب 300 مراجع.
وفي زيارة قامت بها (الجزيرة) للمركز داخل مدينة الفاشر برز تكامل تلك الجهود السعودية لخدمة الأطفال والرجال والنساء فالخدمة الطبية والعلاجية المجانية مقدمة للمرضى كل ذلك بفضل التجهيزات والخدمات الطبية المتطورة حيث يوجد صيدلية وغرفة للكشف وغرفة للطوارئ والإسعاف.
وخلال جولتنا بالمركز التقينا بالدكتور خالد عرفة المشرف الطبي بالبعثة الاغاثية السعودية والذي قال: تأهيل المراكز والمستشفيات بالمدن والقرى احد البرامج الاغاثية التي تسعى البعثة لتحقيقها بالإقليم ومركز شقراء هو أحد المراكز التي قامت البعثة بإعادة تأهيلها لتلبية حاجة مدينة الفاشر من الناحية الصحية فيوجد مستشفى الفاشر التعليمي الذي تم إعادة تأهيله وأربعة مراكز أقامتها البعثة أيضا في كل من معسكر زمزم ومليط والزهراء وطويلة وتخدم هذه المراكز أكثر من 200 ألف نازح بالإضافة لأهالي المدن التي تقع بها المراكز وأبرزها هو مركز أبو شوك وذلك لكونه يحتوي على مختبر لفحص العينات ويرتكز عليه عمل بقية المراكز وذلك لفحص العينات التي ترسل كل يوم من بقية المراكز لفحصها والتأكد من تشخيص المرض لصاحبها.
وقد ساهمت هذه المراكز بحمد الله في علاج أكثر من 20 ألف مريض تم تقديم الخدمة الطبية لهم كل حسب حالته وتم صرف الدواء اللازم لكل حالة وغالباً ما تكون هذه الحالات أمراض إسهال وتسمم غذاء وهذا بسبب عدم وجود المياه الصالحة للشرب في بعض المعسكرات ولهذا تسعى البعثة بالتنسيق مع بقية المنظمات الإنسانية المشاركة في إغاثة النازحين بالإقليم لتقليل الإصابة بالأمراض من خلال تنفيذ العديد من المشروعات داخل المخيمات والمدن كتوزيع الغذاء الصحي وحفر بعض الآبار وتوزيع المياه. كما أننا وباشتراك مع بقية المنظمات نقوم بعقد اجتماع دوري كل أسبوع مع وزارة الصحة في مدينة الفاشر يجتمع فيه كافة مقدمي الخدمة الطبية لتقديم المقترحات والإحصائيات المدعمة للقرارات التي تتخذ في تلك الاجتماعات.
هذا والتقينا بعدد من مرتادي المركز من النازحين حيث تحدث محمد عبد الله والذي قال انه من أهالي مدينة الفاشر وقد أتى للمركز طلباً للعلاج بعد أن سمع من أهالي المدينة تطور المركز وتقديمه العلاج بالمجان من قبل السعوديين وقد فرحت كثيراً بهذه البادرة الإنسانية أنا ومن حولي من الأسر بالمدينة حيث إننا نعاني من ارتفاع تكاليف الدواء وأجرة الأطباء. كذلك التقينا إحدى الأمهات وتدعى مكة مرسال درقاوي والتي كانت ترافق ابنها الصغير سلمان في غرفة الطوارئ والإسعاف والذي يبدو عليه ارتفاعاً شديداً بحرارة الجسم حيث قالت: أنا من قرية تدعى طويلة وقد نزحت مع أهالي القرية بعد أن أحرقت بالكامل وقد فقدت زوجي خلال هروبنا من القرية ويوجد لدي أربعة أبناء وقد أتيت إلى الفاشر للعيش في أمان لما سمعته من الناس عن توفر بعض الخدمات الجيدة مثل العلاج بالمراكز الصحية وكما تشاهدون احد أبنائي مريض بارتفاع بالحرارة منذ أيام وأنا أرافقه وأحاول تخفيف الحرارة عنه ودون جدوى فنصحني الجيران بالتوجه للمركز الصحي السعودي بالزهراء لوجود العلاج المجاني لديهم والحمد لله فأنا الآن مرتاحة لانخفاض الحرارة لدى ابني وهذا فضل من الله عز وجل ثم بفضل العاملين في المركز من أطباء وممرضين.
وحول كيفية حصولها قوتها اليومي للعيش هي وأبنائها قالت: اعمل أنا وأبنائي في الزراعة فبنتي الكبرى وعمرها ستة عشر عاماً ذهبت لكسب الرزق من عملها بالزراعة لدى إحدى الأسر بالقرى المجاورة وبالطبع هذا لا يكفي لسد حاجتي وأبنائي فآثرت على ابني والذي يبلغ من العمر خمسة عشر يوماً بجلب الحشيش من البراري وبيعها في السوق لسد حاجتنا من المصاريف وكما ترون فأبنائي هم من يقومون بكسب الرزق وذلك لأني مرافقة لبقية الأبناء المرضى الذين قدمت بهم للمركز الصحي السعودي لمعالجتهم.
من جانب آخر تحدث الدكتور عبد الله أحد الأطباء بالمركز قائلاً: مركز الزهراء الصحي تم ترميمه وزيادة مساحته بتبرع من جمعية الهلال الأحمر السعودي حيث يستقبل المركز سابقاً اقل من 50 مراجعاًً يومياً وذلك لعدم توفر الإمكانيات البسيطة لتقديم الخدمة الطبية الصحيحة وبفضل الله عز وجل يقوم المركز حالياً بتقديم العلاج والدواء لأكثر من 300 مريض يومياً وهذا يعود أسبابه لاكتمال التجهيز الطبي للمركز من خلال زيادة غرف الكشف الطبي وزيادة أعداد الأطباء والعاملين من ممرضين وصيادلة.
وأود هنا أن أتقدم بالشكر الجزيل للإخوة في بلاد الحرمين على تقديم المساعدة في تطوير وتأهيل هذا المركز الذي يخدم أهالي المدينة بالإضافة إلى النازحين الذين تضرروا جراء الأحداث الأخيرة بالإقليم وجعل ذلك في موازين حسناتهم انه سميع مجيب.وحول أبرز الحالات التي يستقبلها المركز أكد د.عبد الله أن ابرز الحالات تأتي في ارتفاع الحرارة وسوء التغذية لدى الكثير من مرتادي المركز بالإضافة إلى بعض الحالات الطبية الطارئة التي يتعامل معها في حينها ونقلها فوراً لمستشفى الفاشر التعليمي لتلقي العلاج والعناية الأفضل.
|