* حوار - عبدالله السمطي:
انطلاقة جديدة مأمولة للثقافة السعودية الراهنة والمستقبلية يتمناها المثقفون السعوديون في ملتقاهم الموسع الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام، فالتطوير أصبح أمراً حتمياً، والتغيير أصبح واجبا، فلم يعد الزمان يحتمل إعادة الأفكار والكلام المكرر، لابد من فعل شيء جديد للثقافة السعودية، والفرصة مواتية لهذا الملتقى لتحقيق إنجاز ثقافي يمثل نقطة تحول تاريخية ومفصلية في الثقافة السعودية التي كان عليها أن تتسنم مكاناً مركزياً في الثقافة العربية الراهنة لولا المعوقات الروتينية وتوزع المنابر الثقافية وتشتتها بين أكثر من جهة.
ولبيان بعض المسائل المستقبلية المتعلقة بالثقافة وبالملتقى يؤكد الناقد الدكتور منصور الحازمي أن هذا أول ملتقى للمثقفين السعوديين يعقد على هذه الصيغة، كونه يجمع مختلف الأطياف والتخصصات، حيث يشارك فيه أدباء وكتاب، وفنانون تشكيليون، وموسيقيون وممثلون للفن الشعبي والمسرح، إنها ظاهرة جديدة فيما يجزم الدكتور الحازمي فلأول مرة يتم لقاء مخطط له بهذا الشكل الموسع. وعن الهدف من هذا الملتقى أوضح الدكتور الحازمي أن وزارة الثقافة والإعلام باعتبارها وزارة جديدة من مهامها أن تفكر في وضع استراتيجية للثقافة المحلية، ليست استراتيجية دائمة، لكن على الأقل تضع تصوراً لمستقبل الثقافة في بلادنا.
وعن استلهام هذه الاستراتيجية لخطط ثقافية أخرى في بلدان لها تجارب ثقافية مديدة، أشار الدكتور الحازمي إلى أن هناك خطة شاملة للثقافة العربية وضعت في العام 1985م أخذت 5 سنوات من الإعداد والبحث واللقاءات بين المثقفين العرب، حيث تم وضع استراتيجية شاملة للثقافة العربية تساعد على معرفة الواقع الثقافي، ولا يمكن أن تفعل أية استراتيجيات بدون دراسة الواقع وقضاياه، وربما هذا هو السبب في تجمعنا في هذا الملتقى من مختلف الأطياف الثقافية ومختلف الأجيال، وبلا شك ستكون هناك استفادة من كل التجارب العربية المتميزة.
وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة والمثقفون في التنوير وإعلاء قيم الهوية قال الدكتور الحازمي:
لقد مررنا بمراحل مرت بها أيضا البلاد العربية كالحداثة، والتيار القومي، والأدب الإسلامي، لكننا اليوم - وعالمنا العربي - نحن في أزمة كبيرة، لقد كان ينظر للثقافة على أنها نوع من الترف، لكنها اليوم مهمة جداً للحفاظ على قيم الإنسان العربي وهويته.
وعما إذا كانت هناك تعديلات للمنابر الثقافية ومنها الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون رأى الدكتور الحازمي أن القضية أكبر من قضية (أندية أدبية). الحقيقة تتمثل في الإنسان السعودي، ونرجو من هذا اللقاء أن يكون فاتحة خير على الوطن ومستقبله الثقافي والحضاري، ويضيف الدكتور الحازمي:
إن الانتماء للوطن للعقيدة، للأمة ليست عملية سهلة، والتفكير في هذا الملتقى كان يضع نصب عينيه هذه الأمور، والدور الكبير الذي ينتظر وزارة الثقافة والمثقفين في النهوض بالفعل الثقافي في بلادنا.
|