Thursday 23rd September,200411683العددالخميس 9 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

فروسية استوقفت التاريخ فروسية استوقفت التاريخ
صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز

ما من شيء يجعلني أكثر تأملاً إلى تفاصيل الماضي وأرحل إليه بكل حواسي وعواطفي مثل اليوم الوطني للمملكة ، ليس لأنه رمز وحدة تمثلت فيه ملامح فروسية عبد العزيز التي استوقفت التاريخ إعجاباً واعتزازاً لذلك القائد الملهم الذي خلد أسطورة بطولية تنموية لم تشهدها الجزيرة العربية من قبل ، فمن خلف حدود الوطن ومن يقين الإيمان وإصرار الشجاعة امتطى الموحد صهوة جواده ومعه قلة من الرجال الأوفياء ، لينوخ بركبه في قلب عاصمة آبائه وأجداده ، ومن هناك رفع راية التوحيد وأعلن صوت الوحدة لتردد الجبال والهضاب صداه بمولد يوم جديد وعهد جديد ، انه يوم عبد العزيز ومملكة عبد العزيز ، فانطوت على يده صفحة مريرة من عمر الزمن وجددت نوايا سريرته الصافية آفاق الخير ودروب العطاء التي أنارت معالمها رسالة التوحيد الخالدة على يد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، فمن عقيدته المخلصة وحبه لوطنه وأبنائه وإخوانه على تراب الجزيرة العربية تحقق النصر والظفر ، والتم الشتات وتآخى الناس واندحر التناحر والاقتتال وعلت كلمة التوحيد ، واختفى ما شاع بين الناس من معتقدات خاطئة وتبدل الجهل بالنور واعتلت المآذن وصروح العلم من أجل حياة مشرقة وما نحن فيه اليوم هو بفضل الله ، ثم غرس الموحد - رحمه الله - الذي كان همه وهاجسه حبه الصادق للإنسان ، فسعى بكل السبل من أجل خيره وصلاحه ، لم يكن بريق السلطة وزيفها يستهويانه لأنه يحمل في صدره منهجاً مخلصاً لدينه ووطنه ، لذلك أتت الغايات على النوايا (إنما الأعمال بالنيات) ، حيث تحقق لصدق النوايا هذا الكيان العظيم بإنسانه وقيمه وحضارته. وهذا الإنجاز التنموي الذي سابق عمر الزمن في منظومة متطورة ، احتار في سرعة منجزاتها المحللون والمتابعون لشؤون التنمية ، كل هذا حدث - بفضل الله - ثم ندرة قيادة عبد العزيز وصدق إيمانه بربه والتي منها أسس مدرسته التي واصل السير على خطاها من بعده أبناؤه الملوك : سعود وفيصل وخالد - رحمهم الله - ثم عهد الفهد الباني ، فقد تناوبوا على زمام المجد في رفع البنيان وكان لمنهج المؤسس كبير الأثر في رسم غايات هذا الكيان ، كي يكون مناراً للحب والسلام ونشر الإسلام والخير بين الإنسانية.
إن اليوم الوطني وما يحمله لنا يجعلنا نتوقف كثيراً عند منجزاته في بناء أركان حضارته الشامخة التي تجاوزت أقدم الحضارات ، وعلينا كوارثين لهذا الإنجاز الدعاء المخلص لمن هيأ أسباب هذا الرخاء والالتفاف حول القيادة حباً وولاء ، وان ندرك ان الوطن أغلى من النفوس نغار عليه ونفديه بالروح لأنه الحياة بدون الوطن لا حياة ، وعلينا ان نعود إلى قصص الآباء في السابق وحياة الخوف والشتات لندرك القيمة الجليلة هذا اليوم العظيم وكيف كان نقطة تحول لهذه النقلة الهائلة في حياة الإنسان والتي لم ترق لدعاة الشر والفساد.
فليمت الحاقدون بغيظهم .. ولتبق بلادي شامخة .. ولك منا يا يومنا الوطني كل فخرنا وحبنا وليرحم الله القائد الملهم عبد العزيز ، وليدم على بلادنا فهدنا ويشد أزره بساعديه ولي العهد والنائب الثاني.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved