الأيام الخالدة في الذاكرة الإنسانية تسهم في تشكيل انعطاف ملموس في الأفق الفكري والمسار العملي والاجتماعي في حياة الفرد ، إضافة إلى التوجهات المستقبلية في كافة أطر الحياة المستقبلية.
واليوم الوطني بالنسبة للمواطن السعودي نقطة ارتكاز ومحور أساس ، لأن هذا اليوم من كل عام يعود بالذاكرة إلى سبعة عقود مضت مؤشراً على انتهاء الكفاح المسلح لتوحيد البلاد واستقرارها .. وانقطاع دابر الجريمة واستتباب الأمن ، وبداية الكفاح لمحاربة الفقر والمرض والجهل ، وكان الإخلاص والتفاني والبذل والعطاء من ولاة الأمر منذ ذلك التاريخ حتى يومنا هذا ، أعطى النتائج الإيجابية المبهرة النبيلة الخيرة التي عادت بالخير والنماء على الوطن والمواطن.
فمثلث الفقر والجهل والمرض أصبح منحصراً في زوايا ضيقة يلمسها ويلاحظها المواطن والمقيم والمراقب للوضع السعودي ، فما تزخر به المملكة العربية السعودية - ولله الحمد - حالياً من أمن واطمئنان في الأمن الفكري والأمن العام بأوجهه المختلفة ، انعكس على النمو الاقتصادي والاستثماري والمالي بالتطور والنمو في كافة الأوجه المتنوعة.
كما أن النهضة العمرانية والإنشائية في القطاع العام والخاص ، وأيضاً التطور في المجال الصحي أضحى واضحاً للجميع وانعكس على انحسار الأمراض التي كانت في السابق منتشرة لعدم وجود العناية الصحية اللازمة.
والمملكة الآن يفد إليها الكثير من الخارج من أجل العلاج لوجود المشافي المتخصصة التي لا يوجد لها نظير إلا في الدول المتقدمة ، فهذا التقدم الرائع العظيم كان أساسه وجود نهضة تعليمية عظيمة ، كان خلفها من البدء عقلية جبارة وقائداً ملهماً يستشرف المستقبل يعمل من أجل رفعة الوطن .. فكان من حظ البلاد أن يكون أول وزير للمعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - حفظه الله - فعمل بجد ومثابرة أبهرت الجميع في وقت قياسي ، أدى إلى بناء إنسان واع ، مثقف ، مدرك لمسؤولياته ، خادم لمجتمعه في كافة المجالات ، كما أن نسبة الأمية في المملكة العربية السعودية أصبحت أقل من السابق بكثير.
وحينما يكون الحديث عن اليوم الوطني يكون الحديث في المقام الأول عن المؤسس العظيم الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - ، فبعد أن خاض غمار الحروب لسنين طويلة من أجل توحيد الوطن ورفع راية التوحيد ، لم يكن ملكاً محارباً فقط ولكن كان ملكاً في السلم والحرب .. عمل على بناء الوطن ووضع الأسس القويمة التي سار عليها من بعده أبناؤه الملوك الكرام : سعود وفيصل وخالد - رحمهم الله - فكان كل منهم مكملاً لما قام به الآخر .. رحم الله الجميع .. وأسكنهم فسيح جناته.
حفظ الله لنا قائد مسيرتنا الملك فهد بن عبد العزيز وأمد في عمره .. ونصره وسنده ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز - حفظهم الله جميعاً - وعشت يا وطن عزيزاً آمناً رافعاً راية العز خفاقة.
|