* أبها - محمد السيد:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز - نائب أمير منطقة عسير- أن اليوم الوطني لهذه البلاد كان ثمرة جهود تاريخية جهادية للمؤسس الفذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - ورجاله المخلصين الذين آثروا الجهاد على الحياة والتعب على الراحة في التفاتة تاريخية امتدت عدة عقود، مشيراً سموه إلى أن هذه الدولة بنظامها وشريعتها وأمنها واستقرارها وحضارتها وعدلها قد انتزعت الإعجاب انتزاعا وحظيت بالتكريم.. حتى بات وطننا مثار الإعجاب ومقصد الملايين ورقماً مميزاً في السياسة العالمية.. جاء ذلك في كلمة لسموه بمناسبة اليوم الوطني، حيث قال سموه:
نستلهم العِبَر في هذا اليوم العزيز على نفس كل مواطن سعودي، هذا اليوم التاريخي المشهود الذي شهد تأسيس وطن وقيام كيان كان ثمرة جهود تاريخية جهادية للمؤسس الفذ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - رحمه الله - ورجاله المخلصين الذين آثروا الجهاد على الحياة، والتعب على الراحة في التفاتة تاريخية امتدت عدة عقود، شاء لها المولى التوفيق وبارك الرحمن جهودها، فكانت لها مع التاريخ وقفات، ومع الأيام بطولات سُطرت بماء الذهب، وقدمت الإنسان والأرض في قلب شبه جزيرة العرب على بساط الحضارة الحديثة كمشروع دولة عربية إسلامية حديثة عكست الرؤية الغربية والشرقية لهذا الإنسان وأرضه.
ذلك الإنسان الذي كان يُرى في مجهر نظرتهم المعتمة انه ليس إلا ذاك البدوي المتنقل الذي لا يدرك من أبجديات الوجود سوى رعي الماشية ومتابعة المطر والكلأ والغزو والتكسب من السلب، وأرضه أرض فلا، وصحاري مترامية الأطراف.. والصحاري في عرفهم لا تقيم حضارة ولا تبني استقرارا.. وإلا كان من الانصاف ان نقول انهم قد لامسوا الحقيقة بعض الشيء في بعض الجوانب لاسيما قبل ان تدور عجلة التاريخ وتخرج النجب الميامين من أصداف المجد، التي أخرجت لنا هذا المؤسس المجاهد ومن كانوا معه بعد ان قدر الإله وما شاء فعل.. فقد أراد الله أن يظهر عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - في وقت اشتدت الحاجة إلى خروج وطني مثله، واشتدت حاجة أبناء وطنه إلى قائد بمواصفاته يلملم الشتات المتفرق في دولة راسية، ويجمع تشرذم مجتمعاته في مجتمع واحد، ويوحّد الوجهة والهدف والمصير..
وبعيداً عن الخوض في تفاصيل التاريخ المؤرخ لبطولات ومعارك واتفاقيات ومسايسات نستقرئ من ذلك أطره العامة التي أثمرت توحد إمارات صغيرة ومشيخات قبلية عديدة في دولة شاسعة المساحة مترامية الأطراف تُفاخر بحماية وخدمة الحرمين، وترفع راية التوحيد قولاً وعملاً، وبعد أن ثُبّتت أركان الدولة على الشريعة الغراء وجعلت دستورها القرآن ومبدأها العدل والإنصاف، عندها أفاء الله بنعمائه على هذا الوطن ومواطنيه، وأفضت الأرض بمخزونها وخرج النفط وقامت مشاريع النماء، فقُضي على الأمية وانحسرت الأوبئة وعم التعليم وأسست الجامعات ودارت المطابع وتواصل الإنسان في قارته السعودية عبر شبكات الاتصال السعودي، وتركزت التنمية على تنمية الإنسان السعودي وأرضه، فأبدع الإنسان واستجابت أرضه للزراعة والصناعة والتقدم، فكانت حضارة سابقت عمرها، جعلت المراهنين في الشرق والغرب يمزقون مذكراتهم القديمة وينقلبون في أبحاثهم إلى الإشادة بدلاً من التثبيط، وانتزعت هذه الدولة بنظامها وشريعتها وأمنها واستقرارها وحضارتها وعدلها الإعجاب انتزاعا، وحظيت بالتكريم المكتوب من باحثين لا يؤمنون بالمحسوبيات، حتى بات وطننا مثار الاعجاب ومقصد الملايين ورقما مميزا في السياسة العالمية.
هذه قصة التاريخ مع إنسان الصحراء، الذي كان يُنظر له نظرة قاصرة.. وقد أثبت كفاءته في التعامل مع الحضارة ومعطياتها، حتى بات منه علماء في الطب والهندسة والتكنولوجيا العصرية.
|