تمر ذكرى اليوم الوطني لبلادنا المملكة العربية السعودية لنستلهم من هذه الذكرى الغالية على نفوسنا جميعاً العديد من الدروس والملاحم ونقدمها لأبنائنا وأجيالنا ليستلهموا منها قوة الإرادة والإيمان بالله تعالى في بناء الأوطان وخدمة المجتمعات وإنكار الذات ولأجيالنا أن يتأملوا كيف كانت عزيمة وإصرار الملك عبدالعزيز منذ أن كان شاباً يافعاً، وبقلة من الزاد والعتاد والرجال حتى دخل الرياض واستطاع فتحها في العام 1319هـ وأعاد لأهلها الأمان والاطمئنان وكيف واصل كفاحه البطولي في محاربة الفقر والجهل والمرض والخارجين عن العدالة وأصحاب المعتقدات الضالة حتى واصل انتصاراته ليعلن توحيد نضاله البطولي في بوتقة واحدة أسماها المملكة العربية السعودية وقد أسس دولة عصرية حديثة بكل المفاهيم قائمة على الحق ومفاهيم واضحة لاقت احترام المجتمع الدولي.
وحين نستلهم هذه الذكرى من صفحات التاريخ فإننا لا بد أن نستشعر تلك المنجزات التي تحققت على صعيد الوطن منذ توحيده على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- فما تحقق خلال هذه الحقبة من منجز تنموي اقتصادي وطفرة اجتماعية وارتقاء في مستوى الثقافة والتعليم واستمرار في تفعيل البنى التحتية لفريد في زمنه ويستحق أن يدرس بعناية لأجيالنا، فبناء الأوطان مسئولية جسيمة ورسالة سامية لا بد أن يرضعها أبناؤنا وأن يدرسها أساتذتهم وأن يعلمها الآباء للأبناء والأحفاد.
وها هو خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله - قائد مسيرة التنمية الحديثة لبلادنا ويؤازره عضده الأول سمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله جميعاً وها هم شباب الوطن يقدمون ذخيرة جهدهم وطاقتهم لبنائه وخدمة أمتهم ومجتمعهم وها هي قاعات المحاضرات في جامعاتنا تخرج الأجيال الواعية والعقول النابهة حتى أصبحت الكفاءة السعودية محط التقدير والاحترام في مختلف تخصصات الحياة وارتقوا بها إلى أعلى المواقع في المنظمات الإقليمية والدولية وما ذلك إلا نتاج الغرس الطيب الذي تؤتى ثماره يانعة طيبة بإذن ربها.
حمى الله وطننا ومقدساتنا من كل الحاقدين ودنس المخربين وحفظ الله لنا قادتنا ولاة أمرنا ووفقهم لما يحبه ويرضاه.
الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز
أمير منطقة جازان |