تمر على بلادنا الغالية هذه الأيام ذكرى اليوم الوطني، وهو اليوم الذي وحَّد فيه المؤسِّس الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - هذا الكيان الكبير، وأرسى قواعده، ووضع له الأسس الراسخة التي مكَّنته من السير قدماً في طريق التنمية والرخاء. ومنذ توحيد البلاد في عام 1351هـ (1932م) كانت التنمية ورفاهية المواطن في مقدمة أولويات الدولة؛ حيث أَوْلَتْهَا جلَّ اهتمامها، فغطَّت جميع أوجه الحياة، ولم يبقَ مرفق يخدم المواطن إلا وشهد تقدماً ملموساً، وظلَّت خطط الدولة تواكب دوماً تطلعات المواطنين المتنامية.
ويعدُّ قطاع الكهرباء أحد القطاعات الحيوية في بلادنا التي حظيت بالاهتمام والدعم الكبيرين من لدن حكومتنا الرشيدة، نلاحظ بجلاء التقدم الكبير الذي شهده هذا القطاع حتى أصبح قطاعاً رائداً يدعم بفعالية التنمية الوطنية، ويساهم بقدر كبير في رفاهية المواطن. وبعد أن كانت الخدمة الكهربائية تقدَّم لبعض المشتركين بإمكانيات محدودة، وبغرض الإضاءة وحدها، أصبحت اليوم تشكل عصب التنمية، وتدخل في شتى مناحي الحياة. والشواهد على ذلك مشاريع توليد الطاقة الكهربائية العملاقة، وشبكات نقل وتوزيع الخدمة الكهربائية التي غطَّت معظم أرجاء البلاد الشاسعة.
وشهد عام 2003م مثلاً إنجازات ملموسة في هذه الجوانب، فقد بلغت قدرات التوليد الفعلية 27.018 ميجاواط، بينما وصل عدد المشتركين بنهاية نفس العام الى 4.246.898 مشتركاً وبنسبة نمو 5.4%. وكان كل ذلك مقروناً بتحقيق نقلة نوعية في مجال تطوير الخدمات المقدَّمة للمشتركين.
كما تم خلال نفس الفترة إيصال الخدمة الكهربائية إلى 615 قرية وهجرة؛ ليصل عدد المدن والقرى والهجر التي وصلتها الخدمات الكهربائية بنهاية العام إلى 9864 مدينة وقرية وهجرة. كما أن الشركة أنفقت منذ تأسيسها بتاريخ 5-4-2000م حتى نهاية عام 2003م ما يزيد على أربعين مليار ريال لتنفيذ مشاريع في مجالات التوليد والنقل والتوزيع وخدمات المشتركين، وذلك لمواكبة المتطلبات التنموية الشاملة من الطاقة الكهربائية على مستوى المملكة. ويأتي تنفيذ هذه المشاريع باعتماد الشركة على قدراتها ومواردها المالية الذاتية تأكيداً لنجاح قرارات الدولة التي اتخذتها بخصوص إعادة تنظيم وهيكلة قطاع الكهرباء بالمملكة. وما كانت لهذه المشاريع العملاقة أن تقوم وتساهم بفعالية في رفاهية المواطن لولا الدعم الذي قدَّمته الحكومة الرشيدة لهذا القطاع، ولا نغفل الدور المهم الذي قام به مَنْ عمل ولا زال يعمل بهذا القطاع من جهد وإخلاص في تشييد مثل هذه المشاريع وتشغيلها وصيانتها. كما أن على جميع المواطنين مسؤولية كبيرة تتمثَّل في المحافظة على هذه المكتسبات، كلٌّ في مجال عمله، وهي مسؤولية لا يُستثنى منها أحد. سائلين الله العلي القدير أن يديم علينا نعمه، ويحفظ لنا وطننا، ويزيده عزَّةً ورفعة.
الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء |