* دمشق - الجزيرة- عبد الكريم العفنان:
قال مصدر سياسي لبناني أن إعادة الانتشار التي يقوم بها الجيش السوري في لبنان تختلف في طبيعتها عن عمليات إعادة الانتشار السابقة. وقال المصدر في تصريح ل(الجزيرة): ان التحركات السورية اليوم تهدف إلى تأمين مناخ أكثر هدوءا في لبنان، ويتيح للرئاسة اللبنانية التحرك بحرية أكبر، وبعيدا عن التصريحات التي تطلقها الكثير من الجهات الإقليمية والدولية. وبين المصدر أن إعادة الانتشار اليوم وإن تمت بالاتفاق مع الدولة في لبنان، لكنها في نفس الوقت تنقل تعاملا جديدا لسورية بعد القرار 1559 معتبرا أن توقيته جاء مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبشكل يخفف من التوتر عند معالجة هذه المسألة. فالإجراء السوري يأخذ بعين الاعتبار:
أولا : إتاحة المجال للعمل السياسي كي يأخذ دوره في معالجة موضوع القرار 1559، وتحريك الآليات السياسية الساعية لاستيعاب نتائجه دوليا وإقليميا. ثانيا n تخفيف الضغوط التي تعيشها المنطقة نتيجة القرار الدولي، بشكل يدعم الاستقرار ليس في لبنان وحده بل في المنطقة عموما.
ثالثا : تأمين غطاء سياسي لأي تحرك سياسي يسعى إلى إعادة ربط المنطقة بدلا من تشتيتها.
وركز المصدر على أن إعادة الانتشار لا تشكل استجابة للضغوط الأمريكية، فتفسير هذا الأمر وفق منطق الضغوط لا يعطي الصورة الكاملة لما يتم الآن، لأن دمشق تعتبر ان تواجد جيشها في لبنان هو لغرض محدد، ولا تملك أيضا أي خلفيات سورية محضة للبقاء في لبنان. موضحا ان القرار السوري يأتي وفق إجراءات متكاملة، وهناك انفراج عام لا يمس فقط العلاقات السورية دوليا، بل حتى العلاقات اللبنانية الداخلية رغم بعض مظاهر التصعيد. وقال إن الانتشار الحالي سيكون باتجاه الحدود الدولية السورية n اللبنانية، وربما يكون الأكبر من جملة الإجراءات السورية التي اتخذت منذ أربع سنوات وحتى اليوم. متوقعا ان يكون لإعادة الانتشار تأثير إيجابي على الساحة اللبنانية إجمالا. وحول مستقبل العلاقات السورية / اللبنانية بعد هذه العملية أوضح المصدر أن سورية لا تحتاج لوجود جيشها كي تبقى العلاقات قوية أو لضمان مصالح البلدين.
|