أضواء
يومنا الوطني هل أعطيناه حقه..؟!
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ويحل اليوم الوطني لبلادنا المباركة العزيزة على قلب كل عربي.. وكل مسلم.
يوم عظيم في بعده التاريخي.. ومعناه الرمزي وعمقه الاستراتيجي.
في هذا اليوم العظيم وقبل ثلاثة وسبعين عاما، وفي الوقت الذي كانت مخططات التقسيم تنفذ على الأرض العربية بعد اتفاق الانكليز والفرنسيين على تطبيق اتفاقية سايكس بيكو وتجزئة الوطن العربي الى دول ومشيخات.. في ظل هذا التمزق والتقطيع لبلاد العرب برز مشروع ابن سعود الوحدوي الذي عاند الإرادة الأجنبية، وفرض الحق والاتجاه الطبيعي وقاد مطالب الأمة بتوحيد بلادها، فأعلن في هذا اليوم المبارك وحدة جزيرة العرب.. الأرض التي ينتمي إليها العرب جميعاً.. والأرض التي انطلقت من ربوعها رسالة التوحيد والهدى، رسالة الإسلام الذي شع على كافة أرجاء البشرية.
توحيد الموئل الذي انطلق منه العرب والأرض التي شع منها نور الإسلام في الوقت الذي كانت القوى الاستعمارية تعمل على تقطيع الوطن العربي الكبير، كانت لحظة تاريخية وفعلا يحق لنا أحفاد عبدالعزيز ورجاله وأبناؤه أن نحتفل بها، ونذكر بها، ونستعيد هذه اللحظة التاريخية الكبرى التي يندر أن يكون لها مثيل في تاريخ شعوب كثيرة.
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ليس كباقي الأيام الوطنية لدول عديدة.. يوم لا يؤرخ لانقلاب عسكري أو قفز على مقاعد السلطة.. ولا حتى تسليم الحكم إلى جماعة وطنية بعد انهاء فترة احتلال، أو نهاية حكم استعماري.
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ملحمة توحيد.. فرض لإرادة الامة الاسلامية العربية في وجه التقسيم والتجزئة، ابقاء الجوهر والنقاء العربي الاسلامي في مواجهة زيف التغريب والهيمنة الاستعمارية.
هذه الملحمة بكل ما تختزنه من مضامين ومعان لا يجب أن تقتصر على تسطير المقالات والتحقيقات ليوم أو يومين، وبمرافقة إعلامية من برامج إذاعية وتلفازية ثم ينتهي كل شيء.. ويعود الناس لاعمالهم اليومية ولا يتذكرون ملحمة الوطن إلا بعد عام.. وليوم واحد وهكذا.
يومنا الوطني.. بل عيدنا الوطني نريد له عرسا يغرس القيم ويذكر بملحمة الآباء.. نريده ان يعيد التوهج داخل نفوسنا يعزز الانتماء ويفجر الفخر داخل ذواتنا بهذا الانجاز لنشعل الفرح في قلوب أبنائنا بتحويل هذا اليوم الى عرس وطني ليكون يوم عطلة رسمية نتفرغ جميعا لاحيائها وجعلها عنواناً ليوم توحيد الوطن.