أعلنت قبل فترة هيئة السياحة أنّ برامجها وفعالياتها ستوفر أكثر من مليون وظيفة سوف يشغلها السعوديون على مدى سنوات قادمة وهذا توجُّه وطني للهيئة يسعد الجميع فالكل سيرحب بمشاهدة شبابنا المنتظرين في الطوابير الطويلة يحصلون على الوظائف بدل أن يحصل عليها الآخرون! ولكن ما قول هذه الهيئة الفتيه وذات الأهداف الطموحة فيما هو موجود الآن من وظائف في منتزهاتنا السياحية ومدننا الترفيهية والتي يشغلها الأجنبي خاصة ان الكثير منها لا يحتاج إلى مؤهلات متخصصة؟ ولقد عدت مؤخراً من رحلة سياحية إلى الطائف وجدة حيث لفت نظري أن معظم من يعملون في المنتزهات (السياحية) سواء بائعين أو مشرفين أو حتى من يقدمون فقرات ترفيهيه هم من غير السعوديين مما جعل من الصعوبة أن ينافسهم الشباب السعودي الذي يحتاج إلى مثل هذه الفرص السهلة والمثمرة لكن منافسة غير السعودي لهم وسيطرته على الوظائف الإدارية الترفيهية أبعدتهم عن مثل هذه الأعمال البسيطة والمربحة في نفس الوقت!
المنتزهات الآن وبرامجها وفعالياتها من المفترض أن تكون تحت إشراف ومتابعة من هيئة السياحة ليتسنى لها مراقبة جودة ما يقدم من خدمات ودعم المنتزهات المميزة والملتزمة بالسعودة بل وتكريم البارز منها في مجال خدمة السياحة الداخلية، لأن ذلك سوف ينعكس على ازدياد نسبة الجائلين في ربوع الوطن وقضاء إجازاتهم في بلدهم، وهذا باعتقادي أهم أهداف الهيئة! وبالنسبة للنشاطات الترفيهية فإن المسرحيات والمسابقات وكافة البرامج الترفيهية كان يجب أن تكون من نصيب السعوديين وإن كان مستواهم الفني والمسرحي أقل من غيرهم، وتلك مشكلة سببها أننا طوال العقود الماضية لم نهتم بالمسرح كمنتج ثقافي وترفيهي، مع انه يمثل جزءاً هاماً في برامج الترفيه السياحي لذا بدأت تستورده منتزهاتنا السياحية بما في ذلك مسرح الطفل الذي يتكلم بلهجه وأفكار وثقافة مختلفة.. وهذه الصورة المسرحية أرسل نسخة منها للمسؤولين عن المسرح الذين أضعفوا صوت المسرح وقدرته مما فتح الباب على مصراعيه لتهافت العروض المسرحية من الخارج وحرم شبابنا العمل في هذا المجال الترفيهي وحرمهم من أن يكون المسرح لهم وظيفية كما هو مستوعب عشرات الآلاف من الشباب في بلدان كثيرة!! أعتقد أن الهيئة يمكن أن تساهم في تشجيع المنتزهات والمدن الترفيهية على استقطاب الشباب السعودي في العمل لديها في المجالات الإدارية والترفيهية من خلال بعض الحوافز والتنظيمات التي تساهم في أن يشغل الشباب السعودي الوظائف المتاحة بدل أن ينتظروا لعدة سنوات أخرى لقدوم المليون وظيفة على أحر من الجمر!
|