Wednesday 22nd September,200411682العددالاربعاء 8 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "حدث في مثل هذا اليوم"

مولد الشيخ محمد الغزالي مولد الشيخ محمد الغزالي

في مثل هذا اليوم من عام 1917 ولد الشيخ الداعية العلامة محمد الغزالي.
ولد الغزالي في قرية (نكلا العنب) التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ونشأ في أسرة كريمة، وتربّى في بيئة مؤمنة، فحفظ القرآن، وقرأ الحديث في منزل والده، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي، وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية، ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937 والتحق بكلية أصول الدين، وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالإمام (حسن البنا)، وتوثقت علاقته به، وأصبح من المقرَّبين إليه، حتى إن الإمام (البنا) طلب منه أن يكتب في مجلة (الإخوان المسلمين)، لما عهد فيه من الثقافة والبيان، فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية، وكان (البنا) لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرَّج سنة 1941 ثم تخصص في الدعوة، وحصل على درجة (العالمية) سنة 1943، وبدأ رحلتَه في الدعوة في مساجد القاهرة. كان الشيخ (محمد الغزالي) واحداً من دعاة الإسلام العِظام، ومن كبار رجال الإصلاح، اجتمع له ما لم يجتمع إلا لقليل من النابهين، فهو مؤمن صادق الإيمان، مجاهد في ميدان الدعوة، ملكَ الإسلام حياته، فعاش له، ونذر حياته كلها لخدمته، وسخر قلمه وفكره في بيان مقاصده وجلاء أهدافه، وشرْح مبادئه، والذوْد عن حماه، والدفاع عنه ضد خصومه، لم يدع وسيلة تمكنه من بلوغ هدفه إلا سلكها، فاستعان بالكتاب والصحيفة والإذاعة والتلفاز في تبليغ ما يريد. رزقه الله فكراً عميقاً، وثقافة إسلامية واسعة، ومعرفة رحيبة بالإسلام ، فأثمر ذلك كتباً عدة في ميدان الفكر الإسلامي، تُحيي أمة، وتُصلح جيلاً، وتفتح طريقاً، وتربي شباباً، وتبني عقولاً، وترقِّي فكراً، وهو حين يكتب أديب مطبوع، ولو انقطع إلى الأدب لبلغ أرفع منازله، ولكان أديباً من طراز حجة الأدب ونابغة الإسلام (مصطفى صادق الرافعي)، لكنه اختار طريق الدعوة، فكان أديبها النابغ.
ووهبه الله فصاحة وبياناً، يجذب من يجلس إليه، ويأخذ بمجامع القلوب فتهوي إليه، مشدودة بصدق اللهجة، وروعة الإيمان، ووضوح الأفكار، وجلال ما يعرض من قضايا الإسلام، فكانت خُطبه ودروسه ملتقىً للفكر ومدرسة للدعوة في أي مكان حلَّ به، و(الغزالي) يملك مشاعر مستمِعِه حين يكون خطيباً، ويوجِّه عقله حين يكون كاتباً، فهو يخطب كما يكتب عذوبة ورشاقة، وخُطَبه قِطعٌ من روائع الأدب
.و(الغزالي) رجل إصلاح، عالم بأدواء المجتمع الإسلامي في شتَّى ربوعه، أوْقف حياته على كشف العلل، ومحاربة البدع وأوجه الفساد في لغة واضحة لا غموض فيها ولا التواء، يجهر بما يعتقد أنه صواب دون أن يلتفت إلى سخط الحكام أو غضب المحكومين، يحرّكه إيمان راسخ وشجاعة مطبوعة، ونفس مؤمنة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved