قناة تليفزيونية جديدة تنهي احتكار قناة بي بي سي

في مثل هذا اليوم من عام 1955 بدأ البث المباشر لأول محطة تليفزيونية بريطانية مستقلة، مما أدى إلى إنهاء ثمانية عشر عاماً من احتكار قناة بي بي سي، وبداية بث الإعلانات على الهواء لأول مرة. وقد بدأت (هيئة التليفزيون المستقلة) (ITA) أول بث تليفزيوني لها بتغطية مباشرة لاحتفال أقيم في نقابة الإعلاميين، وكان تدشيناً لأول محطة تليفزيونية بريطانية ممولة تجارياً على الإطلاق.
وقد ذكر (تشارلز هيل) مدير البريد العام، أن إدارة البريد سوف تتعاون مع (هيئة التليفزيون المستقلة) لتقديم الخدمات للجمهور، وسرعان ما قام بمعالجة كل ما يتعلق الإعلانات، حيث قال (لا يجب أن ننزعج عندما نرى عازف الكمان يتوقف عن عزفه المنفرد ليعلن لنا عن نوع السجائر المفضل لديه)، واستطرد قائلاً: (كذلك عندما يتوقف هاملت عن مناجاته النفسية ليخبرنا عن معجون الأسنان المفضل لديه والذي اعتاد استخدامه).
وبعد تلك المأدبة، بدأ عرض البرامج التليفزيونية الرئيسية والتي تضمنت عروض المنوعات، ونصف ساعة من الأعمال الدرامية بطولة (جون جيلجود)، و(أليس جينيس) و(كاي هاموند)، وإحدى مباريات الملاكمة، ثم نشرة الأخبار الأخيرة، وبرنامج ترفيهي، قبل الختام ببرنامج ديني، وبذلك ينتهي الإرسال في الساعة الحادية عشرة بتوقيت بريطانيا. وقد استغرق أول إعلان ساعة كاملة من وقت برنامج المنوعات أو تخطاها قليلاً حيث شاهد المتفرجون أحد الإعلانات عن معجون أسنان يظهر فوق كتلة من الثلج.
وفي المساء تم عرض حوالي ثلاثة وعشرين إعلاناً، للعديد من المنتجات الأخرى من شيكولاتة كادبوري، وحتى زيوت إسو. وقد تعرضت قناة بي بي سي لضغط كبير بسبب منافستها الجديدة (هيئة التليفزيون المستقلة)، وتسببت المنافسة بين القناتين في زيادة التكاليف، وبداية حرب المزايدات على الفنانين، الذين اضطروا في الماضي لقبول الأجور التي تقدمها بي بي سي. كذلك ارتفعت أسعار الواردات الأمريكية من البرامج التي تلاقي شعبية هائلة مثل (أنا أحب لوسي) و(حملة التفتيش)، حيث ازداد سعرها من بضعة مئات إلى عدة آلاف من الجنيهات.