في مثل هذا اليوم من عام 1969 تم عقد مؤتمر القمة الإسلامي الأول بالرباط.
وقد جاء في البيان الختامي للمؤتمر أن رؤساء الدول والحكومات إيمانا منهم بأن وحدة عقيدتهم الدينية هي عامل قوي لتقارب شعوبهم وتفاهمها، وإذ عزموا على صيانة القيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية التي تبقى إحدى العوامل الجوهرية لتحقيق التقدم البشري، وتعبيرا عن إيمانهم الراسخ بتعاليم الإسلام التي أرست قاعدة المساواة التامة في الحقوق بين جميع البشر، وتأكيدا لالتزامهم بميثاق الأمم المتحدة وبالحقوق الأساسية للإنسان التي أرست مبادئها وأهدافها أساساً متيناً للتعاون المثمر بين جميع الشعوب، وحرصاً منهم على توثيق الروابط الأخوية والروحية التي تجمع بين شعوبهم، وحفاظاً على حريتها وتراث حضارتها المشتركة القائمة بصورة خاصة على مبادئ العدل والتسامح ونبذ التفرقة العنصرية، وحرصاً على توفير الرفاهية وتحقيق التقدم وتأكيد الحرية في كافة أنحاء العالم، وعزماً على توحيد جهودهم لصيانة السلام والأمن الدوليين، يعلنون أن حكوماتهم ستتشاور بغية التعاون الوثيق والمساعدة المتبادلة في الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية والروحية، وحياً من تعاليم الإسلام الخالدة وتعلن التزامها بتسوية المشكلات التي قد تنشأ فيما بينها بالوسائل السلمية بما يؤكد مساهمتها في تدعيم السلام والأمن الدوليين وفقاً لأهداف ومبادئ الأمم المتحدة.
إن رؤساء الدول والحكومات والممثلين بعد أن بحثوا العمل الإجرامي المتمثل في إحراق المسجد الأقصى والحالة في الشرق الأوسط يعلنون ما يلي:
إن الحادث المؤلم الذي وقع يوم 21 أغسطس 1969 والذي سبب الحريق فيه أضراراً فادحة للمسجد الأقصى الشريف قد أثار أعمق القلق في قلوب أكثر من ستمائة مليون من المسلمين في سائر أنحاء العالم.
وإن الأعمال المتمثلة في انتهاك حرمة مكان يعتبر من أقدس الأمكنة الدينية لدى البشرية وفي تخريب الأماكن المقدسة وخرق حرمتها، تلك الأعمال التي وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي المسلح لمدينة القدس الشريف، وهي المدينة التي تحظى بإجلال بجميع معتنقي ديانات الإسلام والمسيحية واليهودية- قد زادت من حدة التوتر في الشرق الأوسط، وأثارت استنكار سائر شعوب العالم.
وان رؤساء الدول والحكومات والممثلين يعلنون أن الخطر الذي يهدد الأماكن الدينية الإسلامية بمدينة القدس إنما هو ناتج عن احتلال القوات الإسرائيلية لهذه المدينة وان المحافظة على الصبغة المقدسة لهذه الأماكن، وضمان حرية الوصول إليها والتنقل فيها تستلزم أن يسترجع القدس الشريف وضعه السابق قبل يونيو 1967 والذي أكدته ألف وثلاثمائة سنة من التاريخ.
|