سعادة رئيس التحرير .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
قبل عام منصرم وتحديداً في عدد الجزيرة 11322 والعدد 11541 ، ومن خلال متابعتي الدائمة لمفضلتي (صحيفة الجزيرة) وجدت ان الفكرة والأسلوب والطرح قد تكررا ، وذلك من خلال عدد الجزيرة رقم 11671 حينما رسمت يد هاجد ذلك الطفل الذي يلاحق أباه ، وهو يريد منه ان يشتري له شنطة مدرسية ودفاتر لكي يتعلم ويصبح مهندسا ، والأب في صورة المتشائم نجده يقول ذلك الكلام الذي لا يسمن ولا يغني من جوع بقوله: (مسكين ما درى أنه في الأخير مهوب لاقي شغل). أقول ان الطامة الكبرى حينما يكون هذا الكاريكاتير في أول يوم من أيام الدراسة ، ولا أخفيكم سراً أنني كنت أتصفح جزيرتي المحبوبة فسألني ابني حينما رأى ذلك الكاريكاتير فاحرجت منه كيف لا وهو لتوه قد سجل طالباً لهذا العام الدراسي الجديد ؟ أقول حينما يقرأ طلابنا وغيرهم مثل هذه العبارات ، أعتقد في نظري الشخصي انهم سوف يصابون بهزيمة نفسية وألم ، لأن الصورة والفكرة توضح لهم بأن المستقبل في الأخير مغلق !!.فلماذا يا هاجد تدندن حول البطالة.
العلم والتعلم شيء قد ندب الشارع الحكيم اليه ورغب فيه ، أما البطالة والكسل فقد ذمها ديننا الحنيف ونحن نعلم الآيات والأحاديث الدالة على ترك الكسل وذمه ، ويكفينا ان الرسول كما ثبت في الحديث قد تعوذ من الكسل ، ونحن نعلم قصة النفر الذين جلسوا في المسجد وحينما علم عمر - رضي الله عنه - قصتهم جاء بالدرة وضربهم وقال (قوموا فإن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة).
لهذا أود من هاجد التفريق بين شيئين :
الأول : العلم والحرص عليه وحينما أقول العلم لا يظن أخوتي القراء بأنني أقصد العلم الشرعي فحسب ، ولكن أيضا العلوم الأخرى كالفيزيائية والهندسة وغيرها. والأمر الثاني : هو البطالة وترك الكدح ولقمة المعيشة ، فكلنا نرفض البطالة رفضا تاماً.
عبد الله بن محمد المكاوني/الخرج ص.ب 6821
|