هذا الوقت بالذات.. وما قبله بشهر.. هو وقت القبول في الجامعات والكليات والمعاهد المختلفة وسائر المدارس.. حتى المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية.. تحتاج أحياناً إلى (واسطة) في القبول.. إذ تعتذر بعض المدارس بحجة (الزحمة) وأحياناً.. يطلبون منك إثباتا بأنك ساكن في الحارة.. وهو طلب (ساذج) لأن من يسكن في أي حي.. لن يبحث عن مدرسة في حي أبعد عن منزله.. إذ سيبحث بالتأكيد عن مدرسة مجاورة.. ولكن.. ماذا نقول؟
** هذا الوقت.. هو وقت التعيينات.. و(تعرف) أحداً في وزارة الخدمة المدنية.. وتعرف أحداً في التربية والتعليم.. وتعرف أحداً في هذا وذاك.. وهذا وقت النقل من مكان إلى مكان.. ومن منطقة إلى أخرى.. وهو مرحلة تشغيل.. الشفاعات والواسطات.
** هذا الوقت.. هو وقت (هروب) بعض المسئولين القريبين من قرارات النقل والقبول والتعيين.. خشية الإحراجات.. وخشية.. أن يفقدوا المزيد من الأقارب والأصدقاء.. الذين (استنجدوا بهم).. ولكن الأمور ليست في اليد كما يقال.. وأن هناك فئة من الناس.. لا تعذر.. وتتوقع.. أن هذا المدير.. أو هذا المسئول بيده كل شيء.. يُعيِّن.. وينقل.. ويقبل.. ويقرِّب ويُبعد.. ويعمل ما يريد.. دون أن يحاسبه أحد..
** كنا إلى سنوات ليست بعيدة.. نعتقد.. أن وقت الامتحانات.. هو وقت شد الأعصاب.. وحرق الدماء.. والتوتر والضغط النفسي.. واتضح أن هناك وقتا أسوأ وأشد ضغطاً.. وهو وقت (النقل والتعيين والقبول) هذه الأمور الثلاثة.. أسوأ من الاختبارات بكثير.. ويبدو لي.. أن الطالب.. يواجه الرسوب أهون من مواجهته لعدم القبول أو رفض التعيين أو النقل.. لأن الرسوب.. معناه.. أعد السنة واجتهد وستنجح.. وتأخذ الشهادة.. والأمر بيدك.
** أما رفض التعيين أو القبول أو النقل.. فمعناه (راسك والجدار) لا مجال لأي جهد تبذله.. وعليك مواجهة الواقع.. ولن يلتفت لك أحد.
** هناك من ترك السفر في الصيف.. وترك الاستمتاع بالإجازة.. لأن لديه ولدا أو بنتا سيدخل الجامعة.. وهو يقاتل في قبوله.. ولديه آخرون سينتقلون من مرحلة إلى أخرى.. وقد يقبلون أو لا يقبلون.. ولديه آخر متخرج ولا يدري.. هل سيعيَّن أم سَيُطمر اسمه.. وإن عُيِّن.. فأين..؟ ولديه هموم كثيرة.. ومراجعات وطوابير طويلة لا تصل إلى نتيجة.
** هذا الموسم الذي مررنا به.. يسمونه.. وقت الواسطات.. ويسمون بأكثر من اسم.. ولكنه في الجملة.. زمن.. تكثر فيه مراجعة عيادات ضغط الدم والقلب.. واستشاريي القولون العصبي.. وبعض العيادات النفسية.
** لا شك ان الكليات والجامعات والمدارس الأهلية.. نفَّست بعض الشيء.. لكن.. إذا عرفنا.. أن رسوم السنة الواحدة (25) ألف ريال لا غير.. والبعض عنده ما شاء الله نصف( درزن).. فهل هذه الرسوم في متناول من يتنقَّل بملفه ما بين مكتب وآخر؟
** حتى الذي فرح بالتعيين.. فقد يُفسد فرحته.. أن بينه وبين الكلية التي تخرَّج فيها.. ألفا وخمسمائة كيلومتر لا غير.. وأن أمله في النقل.. يدخل ضمن المستحيلات شديدة الاستحالة.. وأن عليه.. أن يواجه الواقع.. ويرضى بهذه القرية أو الهجرة.. إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا..
|