* أبها - عبدالله الهاجري:
لم يكن بين ذلك (اليماني) وبين تنفيذ حد القصاص عليه سوى ساعات قليلة فقط. ولم يخطر بباله انه في لحظة غضب سيرفع من الأرض شيئاً ويقتل به آخر لتقوده الى السجن لانتظار أحد الأمرين إما تنفيذ شرع الله او انه سيبقى على (أمل) ان يتنازل ابناء المقتول..
كان الأمر الأخير (التنازل) يبتعد عنه شيئاً فشيئاً وتأكد له ذلك حيث قرب موعد التنفيذ.
وكان موعد القصاص هو أمس الثلاثاء 7-8-1425هـ ولابد في هذه الأثناء من ترتيبات معينة من قبل عدة جهات لبدء تنفيذ القصاص وفي مساء الاثنين كان يترقب (اليماني) من سيأتيه ليبلغه بأن هذه هي الليلة الأخيرة وفعلاً دخلوا عليه في السجن ليبلغوه بالأمر ولكن ليس للقصاص إنما للعفو.
هنا لم يعد أمامه سوى ان سجد لله شكراً وعيناه بالدموع تفيض لأنه قد كتب له حياة جديدة..
هذا ما حدث بمنطقة عسير بمحافظة رجال ألمع وبالتحديد بمركز الحبيل.. ابن المقتول المواطن طائع بن محمد بن مشعي العسيري تنازل عن قاتل والده (اليماني الجنسية) بتواجد العديد من أهل الخير والذين بدأت وسائطهم وطلباتهم منذ مدة في هذا الأمر حتى تحقق لهم المطلوب.
وتعود تفاصيل قتل العسيري بأن القاتل وفي معيته شخص آخر من جنسيته قبل خمس سنوات تقريباً قد قدموا الى المملكة متسللين ومخالفين لنظام الإقامة واستقر بهم الحال في جبال الحبيل وفي احد الأيام نشب بينهم وبين (المقتول) خلاف لتعديهم على مزارعه ومشاربها ليؤدي الأمر الى التشابك بالأيدي فالتقط القاتل حجراً من الأرض ليصيب بها العسيري في مقتله لينقل على اثرها الى المستشفى والذي مكث فيها ما يقارب الستة اشهر في غيبوبة كاملة ليتوفى بعدها وحيث انه تم القبض على الجاني وتم تصديق أقواله شرعاً وتقرر تنفيذ القصاص فيه وسجن الآخر اربع سنوات وبعد محاولات كثيرة من قبل العديد من الأشخاص الذين تدخلوا في الموضوع طالبين العفو من ابن القتيل حتى عفا عنه لوجه الله في مشهد كبّر الناس فيه الله وحمدوه كما اثنوا على الابن والذي كان عفوه خالصاً وقاصداً به الله متمثلاً بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله من آيات واحاديث تدل على أهمية العفو وقد تم تصديق التنازل شرعاً في حضور محافظ رجال المع مسفر الحرملي ورئيس محكمة رجال الشيخ أحمد بن عبدالعزيز ورئيس مركز الحبيّل عائض ابو ناصر وعدد من المشايخ وأهالي المركز.
|