* متابعة - عبد الرحمن السريع:
جاءت بداية العام الدراسي حاملة البشرى للطالبات بالعودة إلى مدارسهن من جديد، عُدن إليها بشغف يحدوهن أمل قديم في الاستفادة القصوى من المناهج المقررة والنجاح والتفوق.. جئن لمعانقة صديقاتهن وزميلاتهن بعد إجازة صيفية طويلة.
ووسط هذه المشاعر الجميلة تقف طالبات المدرسة 43 للبنات بحي منفوحة بالرياض على معاناة حقيقية مع أوضاع مدرستهن بعد أن تم نقلهن إليها.. فالمخاطر الصحية تهددهن من كل ناحية وصوب وهن واقفات أمامها لا حول لهن ولا قوة.. مياه خزان ملوثة، ورائحة كريهة تسبقهن الى داخل الفصول، وساحة أصبحت تضج بـ345 طالبة لا تستوعب مرحهن البريء الذي أضحى مكبلاً بين جدران قديمة متهالكة.شواهد كثيرة ومثيرة استلهمت كاميرا (الجزيرة) عند زيارتها لما يُطلق عليها مجازاً اسم مدرسة دلتنا عليها ورقة عُلقت - على استحياء - في بوابة المدرسة.
وقبل أن ندلف الى باحة المدرسة مررنا بعمائر قيل لنا إنها (سكن عزاب).سكان الحي ضجوا بمر الشكوى من تكدس السيارات صباحاً في طريقها لتوصيل الطالبات لضيق الشارع حيث بات أكثرهم يتأخرون عن أشغالهم بفعل هذا الازدحام، وبات العديد منهم يخرج إلى عمله في الصباح مقطب الوجه.وما إن دخلنا الى ساحة المدرسة - والتي زرناها بعد نهاية اليوم الدراسي - حتى رأينا العجب.. فخزان المدرسة الأرضي أحال (فلاتر) المياه إلى اللون الأصفر من تلوثه فيما تعفنت الحنفيات.. الشيء الذي دفع صاحب المبنى إلى تنظيفه غير مرة دون فائدة بعد أن اتضح أن العلة تكمن في تلويث المياه من المجاري.
ونحن نتجول في داخل المدرسة، أثار انتباهنا وجود عداد الكهرباء ودينمو المياه تحت الدرج مما يُشكِّل خطراً كبيراً على الطالبات خصوصاً إذا علمنا أن المدرسة ابتدائية بمعنى أن هنالك طالبات صغيرات في السن، وعندما دخلنا الفصول لفتت انتباهنا الرائحة الكريهة التي تصدر منها، واستغربنا كثيراً من كيفية تحمُّل الطالبات لهذه الرائحة خصوصاً إذا علمنا أن أغلب الفصول بلا مراوح حيث تعطلت أغلبها.
أولياء الأمور والمعلمات قاموا برفع خطابات غير مرة عن الوضع السيئ الذي تعيشه المدرسة، ولكن إلى الآن لم يتلقوا رداً، مما دفع معلمتين إلى ترك المدرسة والهرب منها حفاظاً على سلامتهن.
|