أمل الحياة يشع سناه في تلك النفوس ليضيء زواياها المعتمة وليستمد هذا الاشعاع المشبع بنسمات المحبة والصفاء المنطلق من معين لا يجف نبعه أبد الدهر من الروح الخالدة لا من الصخور الجامدة.
هكذا تلك النفوس وهكذا ديدنها.. ولكن هناك نفوسا غرقت في يم الكراهية وانتحرت على شواطئ العدم اللا انساني ترى الموج فتظنه نذير شر ووشاح حزن وترى الصفاء فتحسبه سحابة كراهية وترى الدموع فتحسبها قطرات جرح قاتل تسرح في وديان الضغينة وتربض على الحقد.
تبعث أنفاسها النتنة الرائحة بين رياض الوفاء محاولة ان تنفث قيئها المسموم وتطعن بمخلبها في عرض الطهارة والشرف ليسيل النبع الخالد نهراً كانت ولا زالت تسير عليه زوارق العفة بمجاديفها النقية لتصل الى مرفأ الأمل ولتحتضن ذلك السنا رغم الأصوات الصاخبة والرياح الهادرة.
|