في مثل هذا اليوم من عام 1976م، لقي زعيم المعارضة الشيلي أورلاندو ليتلر وسكرتيره الأمريكي مصرعه في انفجار سيارة مفخخة بواشنطن.
وتقع جمهورية شيلي في جنوب غرب أمريكا الجنوبية، وهي تحتل شريطاً طويلاً وضيقاً من الأرض على شاطئ المحيط الهادي، وتنقسم إلى ثلاث مناطق جغرافية ومناخية متميزة: الصحراء الشمالية القاحلة، والمنطقة المركزية المعتدلة، والمنطقة الباردة، مهب الرياح الجنوبية.
أدت سيطرة النظام العسكري على البلاد عام 1973م، إلى استياء المؤسسات الديموقراطية وعانت الكثير حتى عادت الديموقراطية مرة أخرى في عام 1989م. ومع ذلك، لا تزال شيلي في بداية القرن الحادي والعشرين، تناضل من أجل التعامل مع تراثها العسكري. وقد نشرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية آلاف الوثائق السرية التي تكشف تفاصيل عملياتها في شيلي أثناء سنوات الحكم العسكري والفترة التي سبقتها. ويبلغ إجمالي عدد تلك الوثائق نحو ستة عشر ألف وثيقة، ومن بينها مذكرة رسمية تؤكد تمويل الحكومة الأمريكية لمحاولات قلب نظام حكم الرئيس الماركسي المنتخب ديموقراطيا، سلفادور الليندي الذي أطيح به في انقلاب عسكري دموي في عام ثلاثة وسبعين.
وأعرب بيتر كورنبلو، الباحث في أرشيف مكتبة الأمن القومي في واشنطن عن اعتقاده بأن الوثائق السرية المنشورة ستعيد كتابة تاريخ الدور الأمريكي في شيلي. ويذكر أن وثائق نشرت في وقت سابق بينت أن الحكومة الأمريكية آثرت التغاضي عن عمليات القمع السياسي التي تعرض لها خصوم الحاكم العسكري الجنرال أوجوستو بينوشيه، الذي استولى على الحكم عقب الانقلاب العسكري.
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن التدخل الذي أقرته الحكومة الأمريكية في شيلي خلال تلك الفترة أدى إلى تعميق الهوة بين التيار الماركسي والتيار الموالي للولايات المتحدة والغرب في شيلي وإلى هدم ميراث سنوات طويلة من احترام الانتخابات الديمقراطية وسيادة الدستور والقانون. وكانت الحكومة الأمريكية قد أعلنت في عام تسعة وتسعين عن عزمها نشر تلك الوثائق، وقالت إن الهدف هو إتاحة الفرصة أمام الرأي العام للحكم على التدخل الأمريكي في شيلي ومدى تأثيره على مسار الديمقراطية وسجل حقوق الإنسان.
وبينت الوثائق أن مسؤولين أمريكيين أقروا تقديم مساعدات مالية سرية قيمتها مليون دولار لأحزاب سياسية ومنظمات خاصة في شيلي قبل ثلاثة أسابيع فقط من الإطاحة بالرئيس الليندي. كما كشفت تفاصيل جهود سرية أمريكية مناهضة للرئيس أييندي نفذت على مدى عدة أعوام ومن بينها محاولات لمنعه من تولي مقاليد الرئاسة وللنيل من استقرار حكومته بعد تشكيلها إضافة إلى مساعدة بينوشيه على إحكام قبضته على السلطة عقب الانقلاب العسكري.
|