في مثل هذا اليوم من عام 1938 ودون أي إنذار، هب إعصار رهيب مجتاحاً لونج أيلاند جنوب ونيو إنجلاند الجنوبية، مما أسفر عن مصرع 600 شخصاً، وتدمير العديد من المدن الساحلية. وقد نتج الإعصار بسبب الإعصار الاستوائي الذي اجتاح جنوب الأطلنطي في 10 سبتمبر عام 1938م، بالقرب من جزيرة كاب فيرد، وبعد ستة أيام، شاهد قبطان إحدى السفن البرازيلية عاصفة في شمال شرق بورتريكو، وقد أرسل إشارة تحذير لهيئة أرصاد الولايات المتحدة. وكان من المتوقع أن تصل العاصفة إلى جنوب فلوريدا، فأعد سكان السواحل عدتهم، استعداداً لمواجهة العاصفة، وفي التاسع عشر من سبتمبر، غيرت العاصفة اتجاهها على نحو مفاجئ وبدأت في التحرك ناحية الشمال، بموازاة الساحل الشرقي. واستمر الإعصار في التقدم بعد اصطدامه بالمياه الباردة في شمال الأطلنطي، ثم اتجه إلى الشمال بسرعة كبيرة (أكثر من 100 كم/ الساعة)، ثم اصطدم بالمياه الدافئة عند الجداول المائية على الخليج. لم يكن هناك اهتمام كبير بالأعاصير البحرية، ولم تكن هناك أية تقنيات متطورة للأرصاد الجوية، مثل الرادار، والأقمار الصناعية، تنذر باقتراب الإعصار، وعلى طول الشاطئ الجنوبي للجزيرة، بدأت السماء في الإظلام، وزادت سرعة الرياح، وكان الصيادون والبحارة في البحر، كما كان المصيفون يستمتعون بأجازاتهم في منازلهم المواجهة للشاطئ، وأدى الاندفاع المفاجئ للإعصار إلى ارتفاع المد، والأمواج، وتدفق السيول التي اكتسحت المنازل الساحلية، حتى وصل ارتفاع الموج إلى 40 قدما.
وقد تحطم في ويسثمبتون 150منزلاً، وتجاوزت سرعة الرياح 100 كم في الساعة، وفي لونج إنلاند، تسببت الفيضانات في مصرع الكثير من الأشخاص، نتيجة تحطم الأشجار المندفعة بسبب الإعصار، وسقوط أسلاك الكهرباء. وأدى سقوط الأسلاك الكهرباء في المنطقة إلى انتشار الظلام، وتحطمت خطوط السكك الحديدية وقدرت قيمة الخسائر الكلية بحوالي 18 بليون دولار. واعتبر إعصار نيو إنجلاند العظيم سادس أكبر إعصار في تاريخ الولايات المتحدة.
|