في مثل هذا اليوم من عام 1989م وافق مجلس الشيوخ الأمريكي على ترشيح الرئيس جورج بوش للجنرال كولن باول رئيساً للأركان. وشغل كولن باول في الوقت الحالي منصب وزير الخارجية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، وهو أول وزير خارجية أسود في التاريخ الأمريكي. وهو منحدر من أبوين هاجرا من جامايكا، وولد في مدينة نيويورك، وقد تخرج من كلية نيويورك لتدريب ضباط الاحتياط، وشارك في حرب فيتنام في الفترة (1962م- 1963م) و(1968م- 1969م).
وقد تولى العديد من المناصب العسكرية والمدنية، ثم أصبح مساعداً للرئيس رونالد ريجان لشؤون الأمن القومي في الفترة من 1987م و حتى 1989م. بعد ذلك رقي إلى رتبة الجنرال في أبريل عام 1989م، وتقلد منصب رئيس هيئة الأركان في أغسطس من عام 1989م، وكان أول ضابط أسود يصل إلى هذا المنصب في القطاع العسكري.
لعب باول دوراً محورياً في تخطيط وتنفيذ احتلال بنما عام 1989م، وفي حرب الخليج عام 1991م. تقاعد باول من الجيش في سبتمبر عام 1993م، وفي عام 1995م نشر باول سيرته الذاتية بعنوان (رحلتي الأمريكية)، وفي أثناء الترويج لكتابه ساد تخمين بين المواطنين أن باول سيرشح للرئاسة في انتخابات 1996م. ومع ذلك فلم يحدث ما تنبأ به الجميع. وفي ديسمبر من عام 2000م قام الرئيس بوش باول بتعيينه وزيراً للخارجية. وبصفته وزيراً للخارجية، عمل باول كمبعوث لأمريكا في الأمم الأجنبية، ومستشاراً للرئيس إلى جانب الأعضاء الآخرين في البيت الأبيض فيما يتصل بالشؤون الخارجية، كما قاد المفاوضات مع الدول الأخرى في أغلب الأحيان، وزار العديد من الحلفاء الأمريكيين، كما ساهم في الجهود المستمرة لحل مشاكل في الشرق الأوسط. ومع نهاية عامه الأول كوزير للخارجية عام 2002م، كان باول قد قام بتسع عشرة رحلة عمل إلى الخارج، وزار 41 بلداً.
وقد لاحظ المراقبون السياسيون في البيت الأبيض أن باول ركز على الدبلوماسية والمفاوضات.
وخلال الأسابيع والشهور الأولى التي سبقت قيام الولايات المتحدة باحتلال العراق في عام 2003م، كان باول منغمساً في مفاوضات مع الأمم المتحدة حول استئناف التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، والسعي من أجل الحصول على التدخل العسكري في العراق.
|