في مثل هذا اليوم تم انتخاب الشاعر بشارة الخوري الذي عرف باسم الأخطل الصغير كأول رئيس لجمهورية لبنان بعد الاستقلال.
ولد سنة 1890م، في بيروت من عائلة مارونية عريقة في السياسة، تعلم في بيروت ثم في باريس، وحصل علي شهادة الحقوق عام 1912م، ومارس مهنة المحاماة في بيروت، ولجأ إلي مصر عام 1915م، خوفاً من الترك لمشاركته في التوقيع على عريضة بطلب استقلال لبنان وقدمت إلي القنصلية الفرنسية في بيروت.
وبعد الحرب العالمية عاد إلى بيروت في عام 1919م، وشارك في تأليف حزب (التقدم)، ثم عين في عهد الانتداب وزيراً للداخلية في حكومة أوغيست ديب.
وقد تميزت سياسته الداخلية بمعارضة حزب الكتلة الوطنية الذي يترأسه إميل أده، ثم شغل منصب رئيس الوزراء، واستقال عام 1928م، وانتخب نقيباً للمحامين عام 1930م.
وشارك في تأليف (الحزب الدستوري) عام 1933م، ويهدف الحزب إلى المحافظة على أسس النظام اللبناني والمحافظة على استقلاله. انتخب سنة 1943م أول رئيس للجمهورية اللبنانية بعد إعلان الاستقلال. ولما حاول أن يلغي من الدستور المواد التي كانت تتناقض مع هذا الاستقلال اعتقلته سلطات الانتداب الفرنسي مع رئيس الوزراء رياض الصلح ومجموعة من الوزراء في قلعة راشيا. إلا أن الضغط الداخلي والعربي والعالمي جعل فرنسا تتراجع عن خطوتها وتعترف أخيراً باستقلال لبنان، في نوفمبر 1943م.
أراد بشارة الخوري أن يجدد فترة رئاسته ست سنوات أخرى بالرغم من أن الدستور يعارض مثل هذا التجديد، فأجرى انتخابات سنة 1947م تميزت بالتدخل والتزوير. وفي سنة 1948م عدل الدستور بصورة استثنائية وأعاد مجلس النواب انتخابه، إلا أنه لم يتمكن من إكمال عهده، إذ أجبر على الاستقالة عام 1952م تحت ضغط المعارضة والإضرابات. واعتزل السياسة إلي أن توفي. وتميز عهد بشارة الخوري بالاستقرار والرخاء، واستوحى سياسته من مبادئ الميثاق الوطني اللبناني غير المكتوب، أي من التوازن الطائفي، وحقق استقلال لبنان السياسي وجلاء القوات الأجنبية عن أراضيه.
|