يلجأ الكثيرون ممن يلاحظون زيادة في أوزانهم إلى تقليل كمية الطعام التي يتناولونها وقد يصل الأمر بالبعض إلى حد الاستغناء عن بعض الوجبات أو الحد من كمية الطعام في الوجبة الواحدة لدرجة كبيرة اعتقاداً منهم أن الجسم بهذه الطريقة سيبدأ بحرق الدهون المتراكمة. وهنا أحد هذه الأخطاء المتبعة في برامج الحمية الغذائية إذ إن تقليل كمية الطعام المتناولة بشكل مبالغ فيه يجعل الأمر أكثر صعوبة، حيث إن هذا النوع من الحمية الذي يعتمد على تجويع النفس كانت تعرف منذ ملايين السنين وقد ثبت عدم فعاليتها لأن جسم الإنسان بدأ تطوير مناعة ذاتية ضد الجوع الشديد للمحافظة على توازنه, وقد أجرى أحد الباحثين مقارنة بين طعام شخصين أحدهما بدين وآخر نحيف ولوحظ أن الفرق ليس في كمية الطعام ولكن الفرق في مقدار الدهون المرتفعة في طعام الشخص البدين على عكس طعام الشخص النحيف الذي يحتوي طعامه على كمية قليلة من الدهون وكمية أكبر من النشويات المركبة.
ومن الأخطاء الشائعة أيضاً أن بعض الأشخاص يرغبون في خسارة الوزن الزائد بشكل سريع لذلك يلجأون لتناول حبوب تخفيف الوزن المنتشرة في الأسواق والتي نسمع ونقرأ عنها يومياً في الصحف والمجلات. ظناً منهم أن هذه الحبوب ستمنحهم الطريقة السحرية في إنقاص الوزن وفي زمن قياسي.
في واقع الأمر قد تؤدي هذه الحبوب إلى خسارة الوزن ولكن على المدى القصير وإذا تابعنا هؤلاء الأشخاص بعد فترة من الزمن نجدهم استعادوا ما خسروه من وزن وربما أكثر مما كانوا عليه في السابق.
وقد أجريت دراسات جادة مؤخراً للتأكد من مدى فعالية هذه الحبوب خصوصاً على المدى الطويل إلا أن جميعها فشلت في أن تعطي النتيجة المرجوة وأجمعت جميعها على أننا بحاجة إلى نظام غذائي مدروس لإنقاص الوزن بشكل صحي ومتوازن.
فالجميع يعرف الآن أن هناك العديد من المشاكل الصحية الناتجة عن السمنة وخصوصاً السمنة المفرطة, ونعرف أيضاً أن السبب الرئيسي للسمنة هو الزيادة في السعرات الحرارية المتناولة والتي تعني زيادة محتمة في الدهون ومنها الدهون المشبعة المسببة لمشاكل عديدة كأمراض القلب والسكر.
وقد زاد على هذه المسببات عوامل أخرى أهمها قلة الحركة بالقدر الكافي لحرق هذه الكميات من الدهون وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم. فمن المهم أن نعلم أن الحمية الغذائية بدون اتباع برنامج رياضي في نفس الوقت تؤدي إلى خسارة في سوائل الجسم وجزء من العضلات، أما الدهون فتقل بنسبة قليلة جداً وفي حال رجع الوزن المفقود يعود على شكل دهون تتراكم في الجسم. لذلك لا بد من ممارسة الرياضة بالتوازي مع اتباع الحمية الغذائية لزيادة عملية الحرق في الجسم.
ومن الممكن اختيار نوع التمارين الرياضية التي تناسب الجسم مع العلم أن رياضة المشي هي الأفضل والأهم إضافة إلى أنها تقوي العظام وتساعد في السيطرة على الوزن وتشكيل الجسم بالطريقة التي نصبو إليها.
ربى الشكعة / إخصائية تغذية - عالم الحمية
مستشفى المركز التخصصي الطبي |