احذر.... الخطر موجود !!!!!

*د. محمد سامر عبد الواحد :
يخطئ من يظن بأن الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس قد قلت أو انقرضت بعد الثورة العلمية في اكتشاف أنواع من المضادات الجرثومية والفيروسية، فقد غدت هذه الأمراض تشكل هاجساً كبيراً لدى العديد من الدول والمؤسسات الطبية والاجتماعية وغيرها ومازالت تطالعنا المجلات والصحف يومياً بأرقام في ازدياد عن حجم هذه المشكلة الطبية وانتكاساتها الخطيرة على الأسرة والمجتمع بكامله وعلى جميع الأصعدة.
ففي الولايات المتحدة وحدها هناك أكثر من 40 ألف حالة مسجلة شهرياً من الإصابة بمرض HIV. فما بالك بالحالات المسجلة وغير المسجلة في بلدان العالم الآخذة في النمو؟ وما بالك أيضاً بالأنواع الأخرى من الأمراض المنتقلة عن طريق الجنس التي لا تقل في مخاطرها وآثارها الجانبية عن مرض HIV.
الأمراض المنتقلة جنسياً:
هناك أمراض عديدة جداً تنتقل عن طريق الممارسة الجنسية، حيث إن إصابة أحد الشريكين يؤدي إلى إصابة الشخص الآخر عن طريق العدوى التي قد تأتي من الجلد نفسه أو من مفرزات المنطقة التناسلية أو عن طريق الدم عبر جرح أو من خدش صغير يصعب رؤيته أحياناً وكثيراً من هذه الأمراض قد يتطور بشكل صامت أحياناً أو عدم اهتمام المريض به، مؤدياً بعد فترة إلى عواقب وخيمة جداً جداً من نواحٍ عدة منها النواحي الصحية، حيث تؤدي كثيراً من هذه الأمراض إلى العقم أو عدم القدرة على الإنجاب عند الجنسين بسبب انسداد الأقنية الناقلة للنطاف أو للبيض عند الأنثى ومنها ما يؤدي إلى انسداد مجرى البول الذي يتطلب إصلاحه عمل جراحة بسبب حصول تضيقات، ومنها ما يؤدي لأمراض جهازية متقدمة كالالتهاب الخصية والكبد و. . والإصابات الجلدية وانتقال هذه الأمراض للأطفال أثناء الحمل والولادة وغيرها، ناهيك عن الآثار النفسية التي تلحق بالمريض جراء المرض نفسه أو عواقبه وانعكاس ذلك على الأسرة وأحياناً الحياة الزوجية بكاملها وسوف نوجز بعض الأمراض:
1- التهاب مجرى البول اللا نوعي: ينتقل عن طريق الجنس بالتماس مع شخص مصاب بجرثومة الكلاميديا فترة الحضانة - وهي الفترة ما بين انتقال المرض وظهور الأعراض عند المريض - وتتراوح بين 1-3 أسابيع.
ويؤدي هذا المرض لالتهاب في مجرى البول عند الرجل أو عنق الرحم وقناة فالوب عند الأنثى.
أعراضه: مفرزات أحياناً تكون خفيفة غير غزيرة وبالتالي تؤدي إلى اختلاطات دون الانتباه إليها. وحرقة بولية وآلام أثناء التبول.
أهم اختلاطاتها: العقم بسبب انسداد الأقنية الناقلة للنطاف أو البيوض.
2- السيلان البني: أيضاً عن طريق الجنس عن طريق شخص مصاب بجرثومة المكورات البنية (نيسبيريا).
فترة الحضانة عند الرجل من 2- 5 أيام فترة والحضانة عند الأنثى من 5-10 أيام قد تصاب فيها الأنثى دون ظهور أعراض لديها (40 % من النساء) وبالتالي تصبح ناقلة للمرض دون ظهور علامات. وتتظاهر بمفرزات في مجرى البول غزيرة مع حرقة بولية، أحياناً تكون المفرزات خفيفة.
وأهم اختلاطات المرض: حصول تضيق في مجرى البول ويتطلب علاجه عملاً جراحياً.
3- الزهري: (السفلي) مرض قديم عاد وانتشر في بعض الأوساط من جديد وينتقل عن طريق الجنس أيضاً عن طريق جرثومة تسمى (اللولبيات الشاحبة) وتعني التريبوزيميا (ما عدا الولادة حيث ينتقل أثناء الحمل) وفترة الحضانة من (2-4) أسابيع وقد تمتد إلى ثلاثة شهور.
من ناحية الأعراض: فيقسم الزهري إلى زهري أولى، ثانوي، متأخر والزهري الأولى: وكشفه المبكر مهم جداً في العلاج يتظاهر بقرحة نظيفة سطحية على الأعضاء التناسلية قاسية مع ضخامة عقد ليمفاوية أحياناً. وقد تختفي هذه القرحة بعد فترة ويدخل المريض في السفلي الثانوي دون الانتباه لهذه القرحة مما يؤدي إلى المضاعفات وصعوبة العلاج.
الزهري الثانوي: قد تختفي القرحة وتظهر أعراض جلدية مثل الطفح الجلدي في منطقة راحة الكف وأسفل القدمين واعراض جلدية أخرى أحياناً مثل ضخامة عقد ليمفاوية، حرارة، أمراض عصبية وغيرها.
الزهري الثالثي: فقد يكون التخريب قد وصل إلى مراحل متقدمة مثل الكبد، الجهاز العصبي، القلب وغيرها.
4- القرح اللين: مرض أيضاً ينتقل عن طريق مريض مصاب بجرثومة (العصيات دوكري). ويتظاهر بوجود قرحة أو قرحات عده على العضو التناسلي مع مفززات قيحية واحمرار حولها، مؤلمة، أحياناً تترافق مع عقد ليمفاوية في طرف واحد أو طرفين.
5- العقبول البسيط: الهيربس التناسلي مرض فيروسي يتنقل عن طريق فيروس معروف باسم (العقبول البسيط 2 TYPES) وهذا المرض أيضاً يتنقل عن طريق الجنس بشخص مصاب وقد لا يظهر عليه أي علامة للمرض عن طريق المفرزات وفترة الحضانة من 2-10 أيام أحياناً حتى 3 أسابيع.
ويتظاهر باندفاع حويصلي مؤلم جداً في المنطقة التناسلية عند الذكر أو الأنثى. وقد يتظاهر بأعراض جهاز مثل المرارة، الآلام العضلية، الاحتباس البولي وغيرها. وأهم اختلاط هذا المرض: انتقال العدوى للطفل الجنين أثناء الحمل والولادة مما يؤدي إلى عواقب وخيمة جداً وعلاجه صعب ولا يوجد شفاء كامل.
6- الثآليل التناسلية: ينتقل عن طريق شخص مصاب بفيروس (الثآليل الحليمة) وفترة الحضانة من 1-3 شهور يتظاهر بشكل زهرة القرنبيط COULI FLOWER) على الأعضاء التناسلية للأنثى أو الذكر وظهور بقع الدم على الملابس الداخلية. وأيضا يصيب المنطقة التناسلية الجلدية وعنق الرحم (عند الأنثى) من اختلاطات هذا المرض هو التحول السرطاني الذي يصل إلى حوالي 15-20% عند الرجال ونسبة أكبر من النساء.
7- الأمراض الجلدية الأخرى التي تنتقل عن طريق التلامس الجنسي مثل: الجرب والعمل وغيرها.
8- نقص المناعة المكتسب: HIV ينتقل عن طريق شخص مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) عن طريق المفرزات أو الدم، فترة حضانة طويلة، حيث تظهر أعراضه الكاملة بعد عدة سنوات ولكن اكتشافه في الدم يظهر مبكراً 2-12 أسبوعاً وقد يمتد حتى ستة أشهر.
وأعراضه: مختلفة ومتنوعة وتعتمد على الرحلة السريرية وفترة الإصابة تتراوح بين عدم وجود أعراض إلى ضخامة عقد ليمفاوية معممة إلى ظاهرات جلدية كالطفح وغيرها إلى الإسهال والحرارة إلى ظهور أنواع خاصة من السرطانات وغيرها. واكتشافه عن طريق تحليل خاص يجرى لعينة من دم المريض.
آلية عمله: هذا الفيروس يقوم بتدمير الجهاز المناعي للجسم الذي يدافع عن الإنسان ضد الجراثيم والفيروسات وغيرها. وعلاجه صعب جداً وإلى الآن لا يوجد دواء شافٍ ولكن هناك بعض الأدوية التي تخفف من شدة الأعراض.
9- التهاب الكبد الإنتاني: بنوعيه B&c الذي ينتقل أيضاً عن طريق مفرزات الأعضاء التناسلية والدم يؤدي إلى حدوث التهاب كبد إنتاني الذي بدوره قد يتحول إلى التهاب كبد مزمن أو تشمع كبد، بالإضافة إلى القابلية على نقل هذا المرض إلى الزوجة والأولاد. ولم أتحدث إلا عن الأمراض الشائعة، لأن هناك أمراضاً أخرى ومتنوعة يطول شرحها، كما أنني تحدثت بإيجاز لأن البحث طويل ومتشعب ويجب أن نذكر هنا أن تشخيص هذه الأمراض أصبح في المتناول وخاصة في المراحل المبكرة منها، لأن علاجها في البداية هو الأساس في حل المشكلة.
مما سبق نتذكر عظمة الدين الإسلامي الحنيف الذي نهى وبشدة كبيرة عن كل ما هو غير شرعي وحثّ على الزواج والحياة الزوجية والجنسية الطبيعية الصحيحة التي تحفظ العائلة والأسرة والمجتمع بكامله.