أصبح يطلق على السمنة بأنها داء العصر باعتبار أنها تشكل هاجساً صحياً كبيراً على أصحابها المصابين بها، وقد ساعد في ارتفاع نسبة السمنة بين السعوديين والخليجيين بشكل عام العديد من المتغيرات في نمط الحياة والعادات الغذائية الخاطئة وبصفة عامة يمكن القول إن معظم المشاكل الصحية الرئيسية في دول الخليج مرتبطة بشكل أو بآخر بالتغذية.. وإذا أخذنا مرض السمنة نجد أنه يحتل مرتبة متقدمة في حدوث العديد من الأمراض وأخطرها أمراض القلب التي تعتبر السبب الرئيسي للوفيات في دول المنطقة بنسبة 35 % ثم مرضى السرطان الذي يشكل 12% من أسباب الوفيات السنوية.
وتتحدث الدراسات عن زيادة في نسبة السمنة حيث بلغت نسبة الإصابة عند البالغين ما بين 30-40% وحوالي 50-60% عند النساء، وهذه تمثل معدلات مخيفة وتفوق مثيلاتها في الدول المتقدمة.
إن علاج السمنة يبدأ من الأسرة من خلال نوعية التغذية المقدمة للأطفال منذ الصغر وحتى يتم تفادي حدوث السمنة لابد من الاهتمام بعددٍ من الأمور في مقدمتها الاهتمام بالثقافة الغذائية من خلال الدراسات والبحوث في المجال الصحي والغذائي والاهتمام ببرامج الصحة الوقائية وخاصة برامج الصحة العامة وذلك بهدف تعزيز العادات الغذائية، ورغم هذه المخاطر التي تصاحب السمنة يحاول الطب الحديث أن يحد من الآثار السلبية الناجمة عنها وذلك من خلال وضع برامج محددة في المستشفيات مثل برامج الحمية التي تهيئ برامج غذائية صحية مبنية على أسس وقواعد طبية تساهم بشكل أو آخر في نقصان الوزن وتشتمل هذه البرامج على الوجبات الغذائية الصحية وعلى برامج الحمية الغذائية وبرامج الرياضة وبرنامج الدعم والتأهيل الجسماني، وقد أثبتت هذه الطرق نسبة عالية من النجاح، ولكن مفتاح الحل الأكبر لدى الإنسان نفسه من خلال اتباع برامج غذائية ورياضية بشكل محدد ومنذ وقت مبكر من حياته مع الاهتمام بالممارسة الرياضية المختلفة وذلك حفاظاً على صحته العامة وحتى يبعد عن نفسه شبح ما يسمى بمرض البدانة
(*)مدير عام المستشفى |