توّج منتخبنا الوطني الاول لكرة السلة بطلا لمنتخبات دول مجلس التعاون الخليجي لدى اختتام الدورة التاسعة مساء أمس الاول محققا المركز الأول بدون منافس ودون اية هزيمة، ليستحق بذلك وعن جدارة كأس البطولة والميداليات الذهبية تاركاً مركز الوصافة للمنتخب القطري.
قدم نجوم الأخضر درساً في فنون كرة السلة الحديثة.. وفي كيفية التعامل مع المواقف الصعبة.. كانوا عند حسن الظن وفي مستوى المسؤولية.. تغلبوا على ظروف النقص وفق رؤية فنية ودعم غير محدود من قِبَل الاتحاد السعودي لكرة السلة ممثلا في رئيسه صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن بدر بن سعود وزملائه اعضاء مجلس ادارة الاتحاد.
ظهر عمالقة الاخضر بروح الفريق الواحد في كافة مبارياتهم.. قدموا لمحات جميلة.. تحدوا اسلوب الاحتراف (لدى الآخرين) باسلوبهم الخاص وفق السياسة التي رسمها رجال اتحاد السلة السعودي.
إنجاز جديد ولقب ثالث
* حقق منتخبنا الاول لقبه الثالث في البطولة الخليجية حيث سبق له الفوز بكأس البطولتين (الرابعة والسادسة)، ومضيفاً بهذه البطولة انجازاً جديداً للسلة السعودية بعد اقل من ثلاثة شور بفوز منتخبنا الوطني للشباب لكأس البطولة العربية، وبعد اقل من اسبوع من حصول منتخب المدارس على ذهبية السلة العربية.
جني الثمار للاندية
* هذا التفوق الثلاثي الذي حققناه عربيا وخليجيا (صغارا وشبابا وكبارا) يؤكد أن اتحاد السلة يسير وفق منهجية متوازنة وانه على الطريق الصحيح لزيادة الارتقاء بهذه اللعبة الشعبية، وتؤكد هذه الانجازات ايضا أن اتحاد اللعبة بات يجني ثمار تخطيطه بسرعة لم تكن متوقعة قياسا بالمراحل التي اعدها من أجل ذلك.
البطولة.. انتصار للاخضر
* يُعد فوز منتخبنا بكأس مجلس التعاون الخليجي انتصاراً للسلة السعودية التي يحاول البعض مصادرة تفوقها باساليب الاحتراف المستتر، ويظل تفوقنا تأكيدا على كفاءة الشاب السعودي الخليجي وترجمة للجهود التي تبذل من قبل المسؤولين عن اللعبة بدءا من تكوين القاعدة وصقل المواهب وتطوير قدرة الشباب ومنح الكبار مزيدا من الخبرة والاحتكاك.
آسيا من حقنا.. لو..!!
* طالما أن منتخبنا قد توّج عمله بكأس الخليج فقد اصبح من حقه المشاركة في البطولة الآسيوية القادمة والتأهل لنهائياتها مباشرة، وذلك طبقا لما هو معروف في اللائحة الآسيوية التي تعطي صاحب المركزين الأول والثاني فرصة التأهل.. هذا هو المتبع ما لم يواصل الاتحاد الآسيوي موقفه السلبي تجاه السلة العربية بالذات السعودية بشكل خاص كأن يغير لوائحه كما فعلها قبل أشهر ليحرم فريق الاتحاد السعودي (بطل اندية آسيا) من المشاركة في بطولة الاندية الآسيوية التي اقيمت في الامارات الشقيقة.. في الحقيقة لا نستبعد ان يفعلها اتحاد آسيا.
إنْ غاب نجم.. فالكل نجوم
* واجه منتخبنا ظروفا صعبة منذ بداية استعداده لهذه البطولة تمثلت في اعتذار قائده محسن خلف ونجميه فواز قصاص وأحمد سمنتر واصابة نجومه وليد عطية وعادل المولد وهاشم فوتاوي.
هذا النقص لاشك انه يؤثر ومع ذلك استطاع منتخبنا ان يتجاوزه بشعار إنْ غاب نجم فالكل نجوم.. بدا ذلك واضحا من مستواه الجيد في بطولة الملك عبدالله الدولية رغم انه جاء في المركز الرابع.. لكنه وبالطبع استفاد من مشاركته ليصل إلى الدمام وهو في جاهزية ممتازة.
مشوار البطل.. عزيمة واصرار
* يجب ألا نغفل حساسية لقاءات الخليج وتأثيرها النفسي الذي يطغى على الجوانب الفنية.. لذلك ان جاء الفوز بالنتيجة دون ان يلازمه ارتفاع المستوى الفني فإن ذلك متوقعا.. رأينا هذا في الكثير من المباريات. وبالنظر إلى مشوار البطل في هذه الدورة نراه مشواراً رائعاً اتسم بجدية وحماس النجوم وارتقى للمستوى المطلوب من الناحية الفنية.
بداية المشوار بمئوية عمان
* لم تكن بداية البطل صعبة، فالمنتخب العماني مازال حديث عهد بهذه اللعبة في المحفل الاقليمي.. لذلك كان سهلا على منتخبنا ان يتجاوزه بنتيجة كسرت حاجز المائة تعد الاعلى بين بقية النتائج 113 - 57.
تجاوزنا الصعب مع حامل اللقب
* لم تكن مواجهته امام الامارات سهلة؛ فهو يلتقي بحامل اللقب من ناحية ومن اخرى امام فريق يريد تعويض خسارته من الكويت لكي يبقى في دائرة المنافسة على اللقب. كان اللقاء صعبا بالفعل وتخطاه منتخبنا في الوقت الحاسم وبنتيجة 84 - 74 .
وتخطينا الازرق
* لا تختلف المواجهة مع الكويت عن سابقتها من حيث القوة والصعوبة.. يضاف إلى ذلك التاريخ الطويل في التنافس التقليدي بين البلدين.. ولأن المنتخبين لم يخسرا قبل هذه المواجهة فإن ذلك زاد الامر تعقيداً ومع ذلك تجاوزنا الكويت بفارق عشر نقاط (وهو فارق مباراة الامارات) 85 - 75.
قلبناها على العنابي
* وصلنا لليوم ما قبل الأخير في البطولة واللقاء المرتقب.. لقاء المرشحين القويين للقب (منتخبنا وقطر).. الكفة متساوية في الفترتين الاولى والثانية.. فجأة يسيطر العنابي على الفترة الثالثة ويتقدم مع نهايتها 57 - 47 ويزداد خوف عشاق الاخضر عندما وصل الفارق إلى اربعة عشرة نقطة بعد ثلاث دقائق على بداية الفترة الرابعة 64 - 50 .
ظن القطريون أنهم باتوا الاقرب للفوز خاصة مع ارتباك لاعبينا.. في لحظة من لحظات جمال الكرة تأتي صحوة النجوم.. يتحرك الفريق ككل في سباق مع الزمن القليل المتبقي.. رضينا بالنقطة.. فرحنا بالنقطتين.. صفقنا لثلاثيات (الجهني والتركي).. نقطة وراء نقطة.. كسرنا الفارق بل تقدمنا بنقطتين (73 - 71)، ويبقى من الزمن 16 ثانية اضفنا فيها ثلاث نقاط، ولم تؤثر نقطتي خالد نصر لقطر.. لينتهي اللقاء سعوديا 76 - 73.
هذا الفوز كان له طعمه.. كان له تأثيره في الاقتراب أكثر من استعادة اللقب.. ابتهجنا بتخطي عقبة قطر.. لكننا لم ننسَ مهمة تجاوز البحرين.. ربما كان تجاوزنا لقطر خطوة مهمة نحو البطولة إلا أن لقاء البحرين كان الخطوة الأهم في نيل اللقب.. وذلك لأسباب عديدة.. لعل ابرزها ان فوزنا يبعدنا عن حسابات المباراة الفاصلة ويحسم البطولة لصالحنا.. ثم ان المنتخب البحريني ليس لديه ما يخسره ويريد أن يظهر بصورة مميزة.. ذلك إلى جانب أن منتخبنا كان مرهقاً من العرض القوي الذي اداه قبل اقل من 24 ساعة امام قطر.
في لقاء البحرين واجهنا صعوبة في الفترتين الاولى والثانية لكن حسمناها بجدارة بعد ذلك وفوز رائع وكبير 87 - 69 وحسم الأمر لنا وبشكل نهائي.. (بطولة بدون خسارة).
نجوم في الذاكرة
لن تنسى الجماهير نجوم الانجاز.. عمالقة الاخضر الذين سطروا بمداد من ذهب قصة بطولة. ثم تسجيلها في لوحة الشرف.. لن ينسى التاريخ الرياضي (ابطال الذهب) (خالد فلاته، تركي التركي، علي مغربي، يسار مختار، عثمان عبيد، عادل الجهني، محمد موسى الحريفي، مختار فلاته، عبدالله هادي، حسن الزواد، فهد الاحمد، رائد الدريس).
الأمير طلال يتوج الابطال
* تفضل صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن بدر بن سعود رئيس اللجنة التنظيمية لكرة السلة بدول مجلس التعاون الخليجي رئيس الاتحادين العربي والسعودي برعاية المباراة النهائية وتسليم الكأس وجوائز التفوق وشاركه في ذلك عدد من المسؤولين الخليجيين.
الكأس والذهب للاخضر
* نال منتخبنا كأس البطولة وتوّج لاعبوه بالميداليات الذهبية ولم يقتصر الأمر على ذلك بل فاز النجم الكبير تركي التركي بجائزة هداف الرميات الثلاثية (17) رمية بـ(51) نقطة.. ونال اللاعب المتألق علي مغربي جائزة افضل لاعب في البطولة.
الفضة لقطر والبرونز للكويت
* جاء فريق قطر في المركز الثاني واستلم الميداليات الفضية وتأهل مع منتخبنا إلى نهائيات آسيا.
وحققت الكويت المركز الثالث والميداليات البرونزية، ونال نجمها عبدالله الصراف جائزة هداف البطولة بـ 108 نقاط.
| 
"الريـاضيـة"