منذ أن تم تطبيق الاحتراف لدينا.. والشعور ينتابني - كرياضي - ان تساهم انديتنا بترسيخ مفهومه.. وبالتالي تصعيد ايجابياته بالاستفادة بما يتاح لها من فرص نحو استقطاب مَنْ ترى من اللاعبين وفق حاجتها الفعلية.. غير أن الواقع اصبح يحدو بنا للتأمل.. وفي احيان كثيرة بألم أن الاوضاع المتردية سواء في أنظمة الاحتراف أو حتى معايير المفاضلة بين فريق وآخر أشهرت الفوضى وأسهمت في انحدار اللاعب المحلي.. مما كان له الاثر الكبير في توازن حضور كرتنا السعودية!!
تلك حقيقة وواقع لا يخضعان للتفسير..
اقول: تخيلت -والخيال لم يذهب بأفكاري بعيدا- بأن يكون هناك اجتماعات دورية بين لجان الاحتراف المنبثقة من الأندية خصوصا الكبيرة منها.. وعلى طريقة المنافسات الرياضية - ذهابا وإيابا - وذلك وفق قبلات صادقة، وشفافية مطلقة يتم من خلالها تنقية الاجواء الملتهبة.. وتذويب جليد (الاختطافات) التي نشبت بينهم من جراء التحرك من تحت الطاولات بهدف اغراء هذا اللاعب او ذاك!
ولعل الاسلوب الحضاري في التعامل هو المبتغى والأمل من حيث الاجتماعات.. الأمر الذي يتم من خلالها ايضا عملية (المقايضة) بين نجم بهذا الفريق - يعيش في اجواء نفسية غير نقية مع ناديه - وآخر يتعانق معه (الحظ العاثر) بأسباب تجاهل وعدم اقتناع مدربه بقدراته الفنية أو غيرها.
بالتأكيد أختلفُ كثيراً مع مَنْ يؤكد بأن الكرة السعودية لم يعد لديها نجوم كبار يستحق أن يطلق عليها (سوبر ستار).. ومنبع اختلافي لقناعتي بأن بعض الظروف العصيبة التي يواجهها بعض النجوم من الشارع الرياضي أسهمت في تواري الأكثرية منهم.. امثال طلال المشعل، محمد نور، عبدالله الجمعان، ابراهيم ماطر، وغيرها من الاسماء التي لا تحضرني الآن.. فماذا لو تمت مقايضة هؤلاء (النجوم) المحبطة بأخرى! على سبيل المثال عبدالله الجمعان للاتحاد ومحمد نور للهلال.. احسب أنها مقايضة فيها من الانصاف بكل ما تحمله مقوماتهما الفنية سواء في المستوى، او العمر، او حتى حاجة كل فريق للآخر.
وعلى هذا المنوال تنتهج بعض الفرق تلك الروشتة.. وبذلك تكون فرقنا قد راعت وتعاطفت مع اوضاع النجوم المحبطة.. فضلاً عن تطوير فرقها بنجوم يشار لها بالبنان نحو المنافسات.. وبالتالي تجدد اسهاماتها نحو رقي كرتنا السعودية بالبطولات.
*****
روعة النصر
أدهشني التحول الكبير الذي طرأ على الفريق الاصفر بهذا الوسم، بدءا من بطولة (دمشق) الدولية وحتى اليوم في مسابقة كأس الدوري المحلية.. ليس على مستوى النتائج فحسب، وانما بزوغ اسماء شابة كانت تتحين الفرصة لاثبات وجودها، الامر الذي يعيد الأمل مجدداً للجمهور (العالمي) ان فريقه قادر على مقارعة الكبار ومنافستهم على صعود المنصات وملامسة الذهب والتي افتقدها الاصفر منذ اعتزال نجومه اللامعة.
أقول: تبقى للاصفر مرحلة ليكتمل الجمال وروعة الأداء، وهي الاستغناء عن الاسماء (القديمة) التي أثرت على الفريق والجماهير بالاحباط.. لدرجة ان الهزات العنيفة والهزائم التاريخية اتسمت بوجودهم.. فبدلاً من تسريحهم تُرفع شعارات الترحيب بوجودهم!!.
بالتأكيد ان عودة (النصر) القوية ستزيد من الإثارة والندية في تلك المسابقة.. وبالتالي ستعيد للأذهان (نصر) الابداع والامتاع بعد غياب عن القمة والامجاد.
*****
فلاشات رياضية
** يبدو أن فريق الشباب سيواجه خلال الاسابيع القادمة امتحاناً صعباً في كيفية اقناع نجمه المتألق (مانقا) بالبقاء مع الفريق.. فما حققه حتى الآن من أهداف سيجعل انظار الاندية تجاهه تتجدد، خصوصاً من (فك) الاسد، الذي بدأت المحاولات نحو اختطافه!!
** أحسن مدرب النصر صنعاً وهو يمنح اللاعب سعد الحارثي الفرصة بتمثيل الفريق اساسياً، بل انه اعاد اكتشافه مجدداً.. وللامانة يستحق الحارثي نجومية الاسبوع الثالث من المسابقة وبدون منازع، وذلك عطفا على الحضور الفني الذي اسهم فيه بفوز فريقه على الأهلي.
** من الواضح ان طموحات (الاتحاد) اصبحت محصورة بخطف النجوم من الاندية الاخرى.. بصرف النظر عن حاجته لهذا النجم من عدمه.
** مضحي الدوسري سينتقل للتعاون.. هكذا تقول آخر الاخبار.. أتمنى أن يصحب معه بعض زملائه اللاعبين إلى هناك - على الاقل - من مبدأ العيش والملح.
***
آخر المطاف
قالوا:
إن الحلول التي نطرحها تصبح مشكلة عندما لا تفلح.
| 
"الريـاضيـة"