Tuesday 21st September,200411681العددالثلاثاء 7 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

فكرة ومعلومة طاردتنا طوال الصيف فكرة ومعلومة طاردتنا طوال الصيف

قرأت كلمة محرر صفحتي شواطئ في الجزيرة يوم الجمعة 25-7-1425هـ بعنوان (بكرة الوعد يا عيال الدش)! وكان عنواناً صائباً وموضوعاً واقعياً رغم طرافته فقد أبدع الأستاذ عبدالله الكثيري وأوصل فكرة ومعلومة طاردتنا خلال الصيف وحولت أيامنا رأساً على عقب، ثلاثة أشهر كأنها ثلاث سنوات خاصة لمن لم يقطعها بالترحال والسفر فكان للكثيري كلماته الصائبة ومعاناته التي دوّنها ناطقة عن آلاف العائلات والأبناء الذين تحول ليلهم نهارا ونهارهم ليلا.. من جراء طول الإجازة التي ذهبت بالأوقات والأعمار أدراج الرياح فماذا نجني من طول الإجازات؟! سؤال كبير من يتحمل الإجابة عليه!! وينصف المجتمع من الفراغ والضياع الذي نواجهه كل صيف!!
فلو قارنا الدراسة لدينا بغيرنا لوجدنا الفارق كبيراً 173 يوماً لدينا أما الصين 251 يوماً وفي مصر 200 يوم.. وإجازة معلمينا أكثر من 100 يوم ومعدل الراتب 6000 ريال في الشهر وفي اليوم 200 ريال وعدد المعلمين والمعلمات 3000 نسمة تقريباً لتصبح العملية الحسابية 200 ريال \3000 معلم ومعلمة = 60 مليون ريال خسارة الدولة على أولئك في اليوم الواحد فلو حسبنا 60 مليون \ 100 يوم = 6000 مليون في إجازة الصيف. وهم في سبات عميق.
إن هذا هو قيمة الهدر الاقتصادي.. فطول الإجازة لم تعد علينا وعلى أبنائنا وبناتنا بخير يذكر.. بل إن طول اليوم الدراسي يمنح المعلم الوقت الكافي للشرح والمراجعة واستخدام الوسائل التعليمية ويمنح الطالب وقتاً لحل الواجبات وممارسة الأنشطة اللامنهجية.. إن زيادة المواد التي تدرس كالحاسب الآلي واللغة الإنجليزية وغيرهما يتطلب مد العام الدراسي واليوم الدراسي ليواكبا النهضة التي تعيشها مملكتنا الحبيبة.
إنني أطرح سؤالاً محيراً: ما الفائدة التي نجنيها من طوال الإجازة وتعطل أذهان الطلاب مما يولد حاسة التبلد الذهني؟ وماذا يجنيه المعلم من طول الاسترخاء الذي لا فائدة منه؟ بل بقاؤه عضوا فاعلاً فيه الفائدة المرجوة!! فهل نجد الأذن الصاغية من المسؤولية لإعادة النظر في الوضع القائم ونعيد تقييم الزمن الدراسي فالعصر الحاضر أتى بالعلوم والمعارف الكثيرة التي يتطلب معها مد اليوم الدراسي وزيادة العام الدراسي ليواكبا الطموح والنماء ويصل بنا إلى مصاف الدول المتقدمة.
ولن ننسى ما طرحه الأستاذ المتقاعد عبدالرحمن بن سلمان الدهمش معقباً على راشد الفوزان بعدد الجزيرة 10897 في 20-5-1423هـ والذي توقعت لموضوعه صدى في وزارة التربية والتعليم فهو بمثابة ورقة عمل ومنطلق لإعادة دراسة السياسة التعليمية في المملكة حيث قارن بين الدراسة عندنا والدراسة عندهم وتمنى أن يعاد النظر في الوضع القائم لحاجتنا للوقت وللاستفادة منه بدلاً من إضاعته بالنوم والسهر غير المجديين.
وفي الختام أسجل التهنئة والتقدير لقادة العمل التربوي والتعليمي وهيئات التدريس والطلاب والطالبات لعودة العجلة التربوية التعليمية إلى دورة دراسية جديدة وأتطلع إلى مزيد من البذل والعطاء وآمل تفعيل الخبرات واحترام الوقت واستثمار وقت الحصة الدراسية بما يعود نفعه إلى أبنائنا الطلاب، كما لا أنسى أن أوصي نفسي بتقوى الله عز وجل وأوصي المدراء والوكلاء والمرشدين وكافة المعلمين بإخلاص النية. وتقدير الجهود المبذولة من الدولة لرفعة ومصلحة التعليم.. كما أن مسألة تدوير المدراء والمديرات مطلب مهم وخطوة في الاتجاه الصحيح يجب أن لا تغيب على البال لمصلحة تجديد الدماء وإيجاد الحيوية والنشاط المتواصل في المدارس. كما أتمنى تحقيق حلم مستشفى لمنسوبي التعليم أسوة بالجهات الأخرى. سائلاً الله التوفيق والسداد لمعلمينا وطلابنا وإلى مزيد من الدرجات والرقي.
والله الهادي إلى سواء السبيل.

حمد بن عبدالله بن خنين
الدلم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved