Tuesday 21st September,200411681العددالثلاثاء 7 ,شعبان 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الضَّعف في اللُّغة ووهم التَّميز!! الضَّعف في اللُّغة ووهم التَّميز!!
عبدالعزيز بن صالح العسكر / الدلم

لا استطيع التنازل عن مسلمات الكتابة الصَّحيحة والأدب الأصيل ومن أبرزها: سلامة اللغة، فالأخطاء اللغوية وصمات نقص ورداءة وانحدار.
وهي كذلك سواء جاءت من كاتب مبتدئ.. أو صحفي محترف.. أو (أديب) متنوِّر!!
فالأخطاء النحوية دليل جهل أو عناد أو حماقة.
والاخطاء الإملائية دليل تهور أو استهتار أو جهل قديم!!.
والأخطاء الأسلوبية علامة ضحالة وفقر في العلم والفقه والدِّراية..
ولا يجرمنك قول بعضهم: أنا أخالف ما أعلمه، وأخط لنفسي طريقا يميزني عن الآخرين، فذلك منهم عذرٌ ذكي ندرك مغزاه، وتهربٌ لا يخفى على الناس فحواه!!. وهذا الكاتب غرَّه جمهوره، و(نفخه) غروره.. وظن الناس أن وَرَمَه شحم وهو ليس كذلك!!.
ولقد صحبت القلم منذ أكثر من عقدين وصحبت الصحف والمجلات قبل ذلك بعقد أو أكثر من السنين، فَعَرَفْتُ أغلب رواد الكتابة، وممتهني الصحافة، واتضحت لي معالم حرفتهم وخبرت أهداف الكثيرين.
وحينما دخلت الميدان وجدت منافسة بين غير المتكافئين، وسباقاً بين القادرين وغيرهم، وفوجئت بفوز الضعيف أحياناً وهزيمة القوي.. ولربما كان للعَيْن -وقاكم الله شرها- دورٌ ضعيف في تلك الهزيمة.. غير أن الحَكَمَ أحياناً يكون أحولاً فيحسب النقطة والهدف لغير صاحبه، وحاله معنا كما ورد في المثل: القول ما قالت حزام.
والتعميم في الأحكام منزلقٌ أربأ بنفسي عنه.. فليس كل ميادين المنافسة الصحفية كذلك، لأننا وجدنا صحفاً ومجلات تُعْنى بالمتميزين لغة وفكراً وأسلوباً وتشجعهم وترشد غيرهم الى طريق الصواب.. ولا يهمها اللمعان الذي لا رصيد له، ولا الشهرة التي لا مبرر لها.. وميزان التفوق لديها في أسلوب الكاتب لا في اسمه وشهرته لدى غوغاء الناس وفي سوق الصحافة الرديئة.
ولا أظن أنني في حاجة الى ضرب الأمثلة بأسماء أشخاص ومجلات من أي صنف كان؛ لأن البعرة تدل على البعير وقبلها وأسمى منها قال القرآن الكريم {مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّها}.
وأرجو في ختام هذه السطور أن يكون في الجزيرة هذه الصحيفة المنافسةُ بشرفٍ، أرجو أن يكون فيها ميدان للمنافسة الشريفة والتفوق الأصيل والتميز المبني على قدرات ومؤهلات تقدم الفاضل لفضله.
إننا نشكو في صحافة اليوم من التدني والضعف في الأسلوب والأفكار، كما نشكو من العدوان الصارخ على القيم والمثل والأخلاق.. ولقد بتنا في أمس الحاجة الى من ينتصر للفضيلة ويمقت الرذيلة، ويبرز الوجه الجميل المشرق للحق ويهزم بنوره خفافيش الظلام وخرافات الباطل.
كما أن حاجتنا كبيرة جداً لمن يمسك بالقلم ليخط بياناً مشرقاً، ويسطر ألفاظاً قوية في معناها جميلة في اختيار موقعها، ودالة على معانيها بيسر وسهولة.
إن جريدة الجزيرة من الصحف التي تعنى بهذه الجوانب، ولا تنشر إلا الأصيل الجيد من المقالات والتحقيقات والبحوث. فللعاملين فيها جزيل شكرنا، ولها عميق حبنا ودعائنا بالتوفيق والنجاح.. ولكل كاتب جاد غيور على مبادئه ولغته خالص تقديرنا وتمنياتنا أن يحفظه الله وينفع بعلمه وأدبه.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved